عاجلعالم الفنمقالات

هل حققت سينما الزعيم التوازن بين الواقع المجتمعى و شباك التذاكر

هل حققت سينما الزعيم التوازن بين الواقع المجتمعى و شباك التذاكر

هل حققت سينما الزعيم التوازن بين الواقع المجتمعى و شباك التذاكر
الزعيم

كتب: د. محمد كامل

اختلفت مدارس السينما المصرية على مدار تاريخها وقد تميزت السينما والمسرح بالانتاج الغزير وذلك فى فترات الستينات حيث كان من الممكن أن يقدم فنان واحد أكثر من خمسة أفلام بجانب عملة فى المسرح ،توالت العصور وتغيرت طبيعة المجتمع واهتماماتة فقاهرة الستينات ذات الطابع الهادئ فى (يوم من عمرى) لعبد الحليم حافظ اختلفت تماماً عن قاهرة الثمانينات فى (سواق الأتوبيس) لنور الشريف ولك أن تقيس كل شىء حتى معايير النجم ذاتة أصبحت مختلفة فبعد أن كان الدنجوان هو العنصر الغالب على معظم النجوم أمثال عمر الشريف وأحمد مظهر وفى السبعينات أمثال محمود يس وحسين فهمى.

جاء فى أوائل الثمانينات مدرسة جديدة ليس لها علاقة بالوسامة أو الوجاهة وهى مدرسة خفة الظل التى تزعمها بجدارة الزعيم عادل إمام حيث بدأ تقديم أنواع جديدة من الأعمال وجد الجمهور صفات مختلفة لنجمها.

إختلاف معايير الجماهير ومعايير الفن

ولكن لماذا تختلف معايير الجماهير دائماً مع معايير الفن ،بمعنى آخر استحوذ عادل إمام على شباك التذاكر لأكثر من عشرين عاماً فهل كانت اعمالة بحق مطابقة لواقع المجتمع وهمومة أم كانت مجرد قصص روائية من وحى الخيال هل ماقدمة كان ذات طابع ايجابى للمجتمع ام أثر علية سلبا ،فى الحقيقة رغم تقديم عادل إمام أعمال تميل إلى الواقع وهمومة ومانجدة فى مجتمعنا أمثال الحريف ،المشبوة ،حتى لايطير الدخان ،كراكون في الشارع وغيرهم إلا أن أعمال كثيرة للزعيم وجدنا فيها غياب الواقعية للمشاهد رغم نجاح تلك الأفلام ونتكلم على الدراما والاكشن بوجة خاص حيث تجد البطل وكأنه فوق السيناريو يفعل كل شىء ويجب أن ينتصر فى النهاية بعكس الحقيقة فهل كان انتقام مرزوق ممن قتلوا صديقة بركات فى (سلام يا صحبى) واقعى وهل كان انتصار جلال على جميع أفراد العصابة فى جزيرة الشيطان وهو وحدة منطقيا..؟

هل يعقل أن رجل كفيفا يقتل مجموعة من المجرمين الدوليين وهو لايرى حتى كف يدية كما فعل سعيد المصرى فى (أمير الظلام) هل إنتصار يوسف المنسى على مجموعة من أقوى رجال الأعمال فى البلد وهو عامل سكة حديد لايملك قوت يومه شىء معتاد نجدة فى مجتمعاتنا ،ام أن كل هذا كانت أحداث تخدم البطل أكثر من أنها تخدم السيناريو والعمل ككل ناهيك عن مقومات الزعيم الجسمانية التى أرى أنها تجعل من أفلام الأكشن شىء مخالف للواقع رغم نجاحها فذلك مقبول من رشدى أباظة مثلا او شكرى سرحان.

دراما الزعيم

إن دراما الزعيم أرى انها لم تكون عامل بناء للأجيال فكيف يكون العمل هادف الى الخير والفضيلة وبطلة الذى هو شخص حسن فى الفيلم لا يترك زجاجة النبيذ مثل جزيرة الشيطان، أو شخص يبحث عن العدل والمساواة مثل عادل فى الغول.

كيف أخذ الفضيلة من رجل يعاقر الزنا كما هو الحال فى بخيت وعديلة الذى هو على مدار ثلاثة أجزاء يعيش مع عديلة بدون زواج ولا أجد أى سياق فى أحداث الفيلم تمنع زواجهما.

كيف نأخذ الحكمة من المدرس المقامر هانى فى (الإنسان يعيش مرة واحدة) وإن أجاب أحد النقاد أن جلال كان يسكر من أجل وفاة زوجتة وأن كل ما ذكرت كان فى السياق الدرامى للعمل أرد وأقول أن خطر هذا أكبر بكثير من نفعة لأن العين اندمجت وتعاطفت مع البطل بكل مايفعل سواء كان تحت ضغط أو لا، أرى وهو مجرد رأى أن اعمال كثيرة للفنان عادل إمام كانت تعانى من أمرين فى غاية الأهمية وهما هيمنة البطل على السيناريو مما كان يشعرك فى كثير من الأحيان أنك أمام قصة خيالية يجب أن ينتصر فيها البطل والأمر الاخر هو غياب القيمة الهادفة التى يمكن أن نقدمها لأولادنا ممن يشاهدون العمل حيث أن البطل كان فى كثير من الأحيان متورط فى الكثير من السلوكيات السلبية الخاطئة .،ولكن هو شباك التذاكر الذى كان لة الكلمة العليا طيلة ما يقارب من ثلاثون عاما والتى جعلت من أفلام عادل إمام السيطرة الفعلية على السينما المصرية.

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى