مقالات

هل يكمن دور السينما فى التسلية والترفيه .. أم فى النصح والتوجيه؟

هل يكمن دور السينما فى التسلية والترفيه .. أم فى النصح والتوجيه؟

هل يكمن دور السينما فى التسلية والترفيه .. أم فى النصح والتوجيه؟
صورة أرشيفية

كتب: د. محمد كامل الباز 

صناعة السينما تعتبرمن أهم الصناعات فى العالم والتى تستخدمها الدول والحكومات فى إنعاش المناخ الاقتصادى والسياحى ناهيك عن كم الأموال التى تضخ من أجل تلك الصناعة العملاقة .، تمتلك مصرنا الحبيب دورا رائداً فى مجال صناعة السينما وتميزت أرض الكنانة   يجذبها كل الوجوه الفنية من العالم العربى على مر العصور ، لكن هناك سؤال دائماً يجول فى خاطرى .. ما هو دور السينما هل هى مجرد وسيلة للهو وضياع الوقت أم أنها صناعة حقيقة وفن هادف يجب أن يؤثر فى المجتمع ؟

إذا ألقينا الضوء على معظم أفلام السينما المصرية على مر العقود .

ونجد أفلام قد قدمت قضايا مختلفة وناقشت أوضاع إجتماعية واقتصادية بل وأحياناً سياسية ، ولكن هل كان دور السينما فقط هو تسليط الضوء وإعطاء جرس إنذار بوجود مشكلة أم كان مجرد عرض باهت أو قصة شيقة تستمتع بها وتتعاطف مع أبطالها لتخرج تجد عالم مخالف لم يتغير منة شيئاً ،. بالطبع حديثنا هنا عن السينما الهادفة التى تناولت قضايا تهم المواطن ، لا أتحدث بالتأكيد عن سينما التشويق وشباك الإيرادات ،، سندخل معقل تلك النوع من السينما الذى يطلق عليها سينما قيمة وفن هادف ونتعرف هل عالجت أفلامها مشاكل المواطن وهمومه ،، هل كانت مرآة حقيقة تعكس للحكومة أى تقصير ، هل من الاساس استفاد منها روادها وهو الجمهور ..؟ الحقيقة لا .. لم تستطع السينما فى أغلب بل معظم القضايا إلا أن تكون مجرد مذيع يلقى بيانات نشرة إخبارية ولكنه لا يملك من  حل تلك القضايا التى يطرحها شيئا ، الواقع كما هو والحياة كما هى ،،اللهم إلا القلة القليلة منها  التى أسهمت فى تغيير بعض القوانين مثلما فعل الراحل فريد شوقى فى ( جعلونى مجرما ) و ( كلمة شرف ) وأيضاً عادل إمام فى ( المشبوة) ولكنها  لا تعبر عن الشريحة العظمى من الناس فبالتأكيد معظم الشعب خارج نطاق السجون ولا يعرف عنها شيئا  ، إذا ضربنا مثال بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فى ( أريد حلاً) الذى قدم وأسهم فى علاج استحالة العشرة بين الزوجين و طلب الزوجة الخلع حيث أسهم فى علاج تلك المشكلة التى أنهكت الكثير من الزوجات بين المحاكم ، لكنك لن تجد المعظم مثل هذا وإن صنفت أعمال عظيمة وهادفة ،،،.

هل أسهم فيلم (آخر الرجال المحترمين) فى مشكلة خطف أو ضياع الأطفال..؟ هل استجابت الحكومة لمشهد نور الشريف أمام قسم الشرطة وهو يستشهد بتحرك حكومة الدنمارك من أجل غياب طفلة بنت فرّان ..حيث قامت لإلقاء بيان كل ساعة من أجل طمئنة والد الطفلة ؟ هل أصبح خطف طفل أو غيابة حالة طوارئ لاتقل أهمية عن قضايا  أمن الدولة وتهديد استقرارها.. ؟ الإجابة بالطبع لا …

هل استطاع العبقرى أحمد زكى بمعالجته المتميزة لمشكلة الدعارة فى فيلم (الباشا) أن يغير من الواقع شيئا  الان ..؟

 ماذا عن مشكلة المخدرات التى طفح الكيل منها لدرجة أنك أصبحت تتعامل يومياً مع تلك الفئات على مرئى ومسمع من الجميع  ..هل عالجتها أفلام الإمبراطور ، الكيف ، النمر والأنثى ..؟  هل انتهت المخدرات .. أم تباينت انواعها أكثر ؟؟

ماذا قدم فيلم (واحد من الناس) غير مجرد قصة لشاب أُخذ حقة وفقد زوجتة أمام جشع رجل أعمال ذو نفوذ… هل أسهم الفيلم فى علاج تسلط رجال الأعمال وسطوة نفوذهم ..؟؟ 

هل وجدنا حلول لمشكلة الوساطة والمحسوبية والتحايل على القانون بعد فيلم ( المواطن مصرى) للعالمى عمر الشريف الذى استطاع بنفوذه ومالة أن يدخل شاب للتجنيد بدلاً من ابنة …؟ 

هل غيرت تلك الأفلام فى الواقع أم كانت مجرد قصص تشويقية تُنسى بمجرد كتابة تتر النهاية  ، هل هو عيب دور السينما أم عيب الحكومات التى غضت الطرف عما يقدم وتناست مشكلة المواطن ،. أرى أن المسئولية مشتركة بين الطرفين فيجب على الحكومة الإهتمام بمشاكل المواطن والنظر لما يتم تسليط الضوء علية واخذة بمحمل الجد لأن الكثير من تلك الأعمال تكون مستوحاة من الواقع ، أيضاً على  الجانب الآخر يقع على صنّاع السينما عاتق التوعية والإرشاد وبيان رأى الشرع فى أى مشكلة تطرحها ، نسلط الضوء على أوامر الله ونواهيه ،نوضح الرأى الدينى والأخلاقى فى قضايا الدعارة والسرقة والمخدرات ، عقاب المتجبر الذي يستخدم نفوذه لظلم الناس وقهرهم، رأى الشرع فى الخيانة الزوجية وأنها كبيرة من الكبائر ،.

بالطبع هذا سيرفضة الكثير ممن يريد  السينما صناعة تشويقية جماهيرية ولكن أؤكد أن الأكثر سيقبلة ممن يريدها  صناعة أخلاقية إرشادية .

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى