وأنا أستفدت إيه؟! .. بقلم : حمدى رزق
لو كلُّ كلبٍ عوى ألقمتُه حجرًا، لأصبح الصخرُ بمثقال، وعليه فلْنُلْقِم الكلاب العقورة حجرًا ثقيلًا، ونثق في قدرتنا ومقدراتنا، وفي أنفسنا وقيادتنا، الثقة تمحق مخططات التشكيك، وأمام أعيينا المنجزات ساطعة كشمس في كبد السماء، عمران وتعمير وسعة ورزق ..
مستوجب الثقة فى زمن العسرة، ونبطل مقولات انتشرت واستشرت، على طريقة “وأنا استفدت إيه” البغيضة، حساب الاستفادة نسبي، وحسب موقعك من الإعراب ، وتخيل مصر لاتزال تختنق فى مساحة ال ٦٪، وتزرع فحسب ٣ ملايين فدان، ولم تخرج إلى الصحراء بمزارع ومصانع ومدن حديثة .
تخيل القاهرة وعواصم المحافظات محاطة بالعشوائيات، تكاد تزهق أنفاسها ، تخيل أهلك وناسك عايشين فى القبور وتحت سفح الجبل، وفى جُبّ القمامة، وجمعها أَجباب، لا يرون شمسا ولا قمرا .
و تخيل حجم البطالة التى حتمتها عودة المصريين من أقطارا شقيقة ضربت بالفوضى والإرهاب، واحتواها المشروعات القومية الضخمة التى كلفتنا الكثير من مؤنة الحياة، لك أن تتخيل وأنت تتحسس طريقك ..
وبعيدا عن الخيال، مستوجب على الحكومة شرح ما خفى على الناس من مجمل المشروعات القائمة والموضوعات الساخنة، والتفاعل المباشر مع قضايا جماهيرية تضج مضاجع الناس، داخليا كالأسعار وخارجيا فى علاقتنا مع الأشقاء، نسمع حكيا بغيضا .
مستوجب توفير وجهة نظر حكومية بسيطة و معتبرة، وأتاحة خطوط خارطة طريق واضحة، وأشاعة قدرا طيبا من الطمأنينة في ملفات بعينها .
الحاجة ملحة للتواصل العاجل مع جمهرة المصريين، والإجابة عن شواغل المواطنين الذين اهتبلتهم وَسائِل التواصل الإلكتروني بجملة أخبار مشوهة منقوصة الدسم المعلوماتي..
إزاء حملة كراهية طالت جملة مشروعات تطوير البنية الأساسية، وتسفيه البناية الكبيرة، وتقزيم الإنجاز، وتصدير عوادم فيسبوكية من عينة “وأنا استفدت إيه”، وركوب سلم الأولويات، والفتيا بغير علم ولا إطلاع على دفتر الأحوال.
محاولات مستميتة لعكس التيار العريض للشارع المصري الواثق في قيادته في الاتجاه المعاكس لخطط الدولة للتنمية المستدامة، كمشروعات الطرق والكباري وحياة كريمة لإعمار نصف مليون قرية وتوابعها، حتى مشروع المونوريل محل جدال .
مطلوب رفد الحوار المجتمعي بمعلومات يقينية، كمزيل العرق تبدد كثير من الروائح الكريهة في الفضاء الإلكتروني، وتنساب كالغازات الخانقة تكتم الأنفاس في الصدور .
مطلوب الإجابة علي الأسئلة المطروحة، وليست عويصة، بالمعلومات في حدود ما هو مستوجب، ما يعطى إشارة لا لبس فيها أن الحوار المجتمعي “فريضة واجبة”، وأن الحوار القاعدي ينتج آثاره المباشرة لتحصين محصول الدولة من الآفات الضارة .
خلاصته كما برعنا في تشييد الكبارى وصلا بين جهات الوطن الأربع، مطلوب شبكة كباري حوارية للوصل مع الشارع، وإقامة جسور لحوار وطني شعبي بعيدا عن الترهات الإلكترونية، لتنتفي تماما مقولة و”أنا أستفدت إيه”؟!