وثقوا بطولات الناس و درسوها في المدارس بقلم / نهاد أبو القمصان

وثقوا بطولات الناس .. تتحدث الإعلامية في هذا المقال عن جدعنة المصريين

وثقوا بطولات الناس ودرسوها في المدارس هكذا وضعت الإعلامية والمحامية الشهيرة عنوان مقالها .. الذي تحدثت فيه عن جدعنة المصريين وكيف وقفوا بجانب بعض في الأزمات ، وبالأخص أزمة الإعصار والسيول بالأمس ، كتبت نهاد أبو القمصان :

الأزمات هي التي تظهر معادن الناس ، بتجلى الصدأ أو حتى الدهان الحلو علشان يظهر الوجه الحقيقي ، الأصل ، وأصل المصريين عظيم يمتد لسنين وعقود وقرون ، مخزون من الخبرات تحولت لأساس قادر يساعد الناس على العيش والتعايش رغم أصعب الظروف ،

أزمة الاعصار والمطر والرياح كشفت معدن الناس حقيقى ، ورغم أن متابعة الفيس بوك فى الايام العادية بتجيب اكتئاب لأن المسيطر عليه معارضة بغيضة فشلت فى كل شئ الا انها تحول الفيس بوك الى ساحة ندب دائمة وتمنى السوء للبلد حتى لو كان السوء ينال منهم اول ما ينال .

وجدنا عالم اخر ملئ بالتضامن مع الناس والرحمة بمخلوقات الله

لكن في الأيام القليلة انقشعت هذه الأصوات الغبية ، لم تجد لها مكان وسط المصريين الحقيقيين رجال ونساء شباب وشابات
لنجد عالم اخر ملئ بالتضامن مع الناس والرحمة بمخلوقات الله
وجدنا صور شابة رائعة تنقذ كلاب صغيرة وتجفيفها من البرد ، صورة تداولها اثلج صدورنا بدل من تداول صور لأفعال مؤذي وهى قتل هذه المخلوقات الرائعه بالسم
وغيرها كثيرين ممن نزلوا لإنقاذ القطط والكلاب او الدعوة لتقديم الطعام والمأوى لهم .

شباب أعلنوا التضحية بسياراتهم الفارهة رباعية الدفع لإنقاذ السيارة ومن فيها تتعطل في المياه

بدأت كلامي بالأضعف وإن كانت الملحمة لم تقف عند الحيوانات وإنما ملاحم كثيرة نحتاج رصدها وتوثيقها وتعليمها لأبنائنا وبناتنا فى المدارس ، شباب ممن يقال عليهم طبقين لا يشعرون بالناس كانوا اول من أعلن التضحية بسياراتهم الفارهة رباعية الدفع لإنقاذ السيارة ومن فيها تتعطل في المياه ، وللعلم فى بعض الأحيان ثمن السيارة التي يتم انقاذها أقل من أجرة إصلاح السيارة المنقذة ، لكن الأصل هو حماية من فى السيارة المعطلة ، الأصل هو الدعم الإنساني لمن في أزمة والسيارة الصغيرة ربما هى كل ما يملكه صاحبها .

دعوات للإنقاذ قوافل من شباب رائع قدم الدعم بإيمان صادق

ما ان انطلقت الدعوة من التجمع حتى لباها الشباب ليعلنو عنها فى كل مكان المعادى ، مدينة نصر وغيرها ، قوافل من شباب رائع قدم الدعم بإيمان صادق بهما كانت خسائرهم وهى كثرة لمن لايعرف
دعوة أخرى من مطعم فى عابدين أطلق انه مفتوح بوجبة ساخنة ومأوى لمن تقطعت بهم السبل وبالفعل تحرك شباب كثر رغم المطر الغزير والبرك فى الشوارع لإنقاذ من يحتاج للإنقاذ واستقبلهم المطعم ويقدم المأوى والأمان .

حقا الشعب المصري بطل ومن أجدع الشعوب ويظهر أصله وقت الشدائد

ويكون صاحب الدعوة هو صاحب الفضل لتنطلق الدعوات من العديد من الأماكن لتحذو حذوه ..وعلى اثر حادث القطارين ووقف حركة القطارات انطلقت الدعوات بتوفر لماوى لليلة واحدة لمن تقطعت بهم السبل فى كل المحافظات رجال ونساء وأطفال
وجبة ومكان للنوم فى منازل خاصة ، جمعيات اهلية بيوت الله
لا يبات انسان على ارض مصر جائع او بردان ، مصرى أو غير مصر

لم يبيت احد فى العراء والمطر يغرق الشوارع ولن يبيت أحد دون وجبة ساخنة فى ليل بارد
انها ازمة أخرجت أجمل ما فينا ، كل القيم الاصلية من اغاثة الناس دون شعارات دينية او اتجار بكلمات منحوتة وكانه ختم لتظهر منه من جماعة تنتمي
مبادرات شباب وشابات لم يتدربوا على عمل اغانى لأسباب سياسية ولا يستخدمون الام الناس وازمتهم لدعاية انتخابية
شباب وشابات انطلقو لانهم ولاد أصول ، ولاد الأرض التي ربما يغطيها الروث احيانا لكن تظل عظيمة و محيرة للتاريخ ليقول ما يشاء

وهنا لابد من الإشارة لاداء مختلف للحكومة ، اداء اكثر تواضعا وقربا من الناس فجاء رد الفعل من الناس وكأنه رساله اذا اقتربت منى ذراع سأقترب منك عشرة ، تراجعت السخرية والتنمر وظهر التقدير الذى غطى على أصوات النعيق

وثقوا بطولات الشباب و سجلوا مواقف الناس وعلموها لاولادنا

وثقوا مبادرات الشباب والشابات . سجلوا مواقف الناس وعلموها لاولادنا ليتعلموا مفهوم أصيل للوطنية والانسانية خرج من الناس
ملحوظة : الصورة الأولى لأهل بنى سويف اللى عزموا القطر كله على الأكل والنوم بعد توقف حركة القطارات

حكايات_نهاد

نهاد أبو القمصان