وزيرة البيئة: المباحثات المصرية الفرنسية بالقاهرة لتصدي لتغير المناخ
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الاجتماع الخاص بالدراسة الأولية لبرنامج التحول لنظم مالية للتصدي ل تغير المناخ ، والممولة من الوكالة الفرنسية للتنمية، وذلك بمشاركة ممثلين عن الوكالة الفرنسية للتنمية ووزارة البيئة ووزارة التعاون الدولي والبنك الأهلي المصري وبنك قطر الوطني وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
يأتي ذلك في إطار مشروع تحويل أنظمة التمويل نحو المناخ الذي يتم تمويله من قبل صندوق المناخ الأخضر بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية.
التغيرات المناخية:
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أهمية هذا البرنامج لمصر بخاصة في ظل خطتها الطموح للتنمية وتنفيذ مشروعات التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية في عدد من القطاعات الرئيسية في الدولة لمواجهة التحديات البيئية بها، والتي بدأت في تنفيذ جزء منها من الميزانية العامة للدولة، مشيرة إلى دور القطاع المصرفي الوطني في دعم الدولة للتوجه نحو التعافي الأخضر دون الاقتصار على القطاعات الجاذبة.
وأوضحت الدكتورة ياسمين أن الاجتماع يأتي ضمن سلسلة من الاجتماعات التي تهدف إلى لقاء الجهات المستفيدة والشريكة للمشروع لمناقشة المرحلة الأولى للدراسة والتي تركز على قطاعات أساسية وهى (إدارة المخلفات الصلبة والسياحة المستدامة، الصرف الصحي والنقل)، وتحديد معايير أهلية المشروعات للتمويل المناخي فى القطاعات المختارة ووضع قائمة من المشروعات التي يمكن الاستثمار فيها.
وأشارت فؤاد إلى أن مشروعات التخفيف والتكيف بقطاع الطاقة لاقت قبولا من جانب القطاع الخاص والمصرفي للعمل بها، ولكن هناك قطاعات رئيسية أخرى تحتاج إلى النظر للفرص الاستثمارية لتلك المشروعات بها كالنقل المستدام وإدارة المخلفات والسياحة المستدامة، مستشهدة بالفرص الممكنة للاستثمار لدعم توجه الدولة في قرار تحويل المركبات للعمل بالغاز الطبيعي، حيث أصبح القطاع المصرفى في مصر على دراية أكبر بالمسئوليات البيئية له، بخاصة بعد اتفاق البنوك الدولية فى ديسمبر الماضي على عدم تمويل مشروعات لا تتضمن البعد المناخى.
وأوضحت وزيرة البيئة أن مصر تشهد تحولا كبيرا في خطواتها نحو تحقيق الاستدامة البيئية، حيث وافق مجلس الوزراء الأسبوع الماضي على إصدار الدليل الإرشادي لمعايير الاستدامة البيئية لدمجها بالخطة الاستثمارية للدولة والمشروعات التنموية، وهذا نتاج جهد حثيث على مدار سنوات لخلق آلية تمكن الدولة من دمج البعد البيئي بسهولة في كافة مجالات التنمية، لتحقيق الاستدامة والحفاظ على مواردنا الطبيعية للأجيال القادمة.
صندوق المناخ الأخضر:
بدأ عمل برنامج “التحول نحو نظم مالية ملائمة مناخياً” عام 2019 ويستمر حتى 2024 وهو تمويل مشترك بين الوكالة الفرنسية للتنمية و صندوق المناخ الأخضر ، من خلال قرض يصل قيمته إلى 150 مليون يورو، يتم إقراضه إلى البنك الأهلي المصري وبنك قطر الوطني اللذين سيقومان بإعادة إقراض هذا القرض إلى المستفيدين النهائيين؛ لتمويل الاستثمارات (المشروعات الفرعية) التي تستوفي معايير الاستحقاق والتي سيتم تحديدها من خلال الدراسة ما قبل التكوين المشار التي تمت مناقشة مخرجاتها المبدئية اليوم.
يهدف البرنامج إلى إشراك القطاع المالي المصري وعملائه في التحول منخفض الكربون من خلال تمويل مشروعات التكيف والتخفيف المرتبطة بالمناخ، من خلال التوجه نحو زيادة التمويل في المناخ في مصر، وتكثيف معدل التدفقات المالية نحو مشروعات أكثر تنوعًا في القطاع الخاص، ما يعود بالنفع على التحول البيئي بشكل أفضل وتعزيز قدرة الشركاء المحليين في هذه القطاعات المتصلة ب تغير المناخ .
كما سيسهم البرنامج في دفع السياسات العامة في مجال البيئة وإدارة المخاطر المتعلقة ب تغير المناخ وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ما سينعكس في إنشاء البنية التحتية المؤسسية التي تمهد لتبني آليات منخفضة الانبعاثات وقادرة على التكيف مع المناخ.