يوسف وهبي… حبس بسبب شائعة “كاذبة” حول فيلم عن النبي محمد

كتبت / دنيا أحمد
في حادثة هزت الوسط الفني المصري في الأربعينيات، تعرض الفنان الكبير يوسف وهبي للاعتقال بسبب شائعة انتشرت بسرعة كبيرة في الصحف آنذاك. الشائعة كانت تدعي أنه يعتزم إنتاج فيلم يتناول قصة النبي محمد، وهو ما أثار ضجة كبيرة وأدى إلى التحقيق معه رسميًا. لكن يوسف وهبي، كما عوّد جمهوره دائمًا، كان يتمتع بالشفافية، وأكد أن الأمر كان مجرد “كذبة صحفية” ليس لها أساس من الصحة. وبعد التحقيقات، تم الإفراج عنه، لكن الواقعة تركت أثرًا كبيرًا في حياته المهنية والشخصية.

القصة كاملة:
في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، كان الفنان يوسف وهبي، الذي كان يُعتبر من أعمدة السينما المصرية، يتمتع بشعبية ضخمة، وكان له تأثير كبير في صناعة السينما العربية. لكن شهرته الواسعة لم تحمه من الدخول في مواقف مثيرة للجدل.

انتشرت في الصحف آنذاك شائعة مفادها أن يوسف وهبي يعتزم تقديم فيلم سينمائي يتناول سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ورغم أن يوسف وهبي كان دائمًا معروفًا بتقديم الأعمال الجريئة والمميزة، إلا أن فكرة تقديم فيلم ديني حول حياة النبي محمد كانت مثارًا للجدل في تلك الفترة، خاصة مع القيود الصارمة التي كانت تفرضها الحكومة والرقابة على مثل هذه المواضيع.

الشائعة انتشرت بسرعة، وتداولتها الصحف المصرية والعربية، مما أدى إلى موجة من الغضب والاحتجاجات. العديد من الناس اعتبروا أن طرح فكرة فيلم كهذا قد يكون مسيئًا للدين ولعقيدة المسلمين، في حين ربطه البعض بغيره من مشاريع فنية كانت تثير الجدل آنذاك.
سرعان ما تحركت السلطات المصرية للتحقيق في الأمر، وبدأت تحقيقات رسمية مع يوسف وهبي حول صحة الشائعة.
أثناء التحقيقات، نفى يوسف وهبي بشكل قاطع أن يكون قد فكر أو أعلن عن نية لتقديم فيلم عن حياة النبي محمد، وأوضح أن تلك التصريحات كانت مجرد “كذبة صحفية” لا أساس لها من الصحة. وأضاف أن الصحافة كانت تبالغ في نقل الأخبار، وأنه لم يتحدث عن أي مشروع سينمائي من هذا النوع.

بعد التحقيقات، تم الإفراج عن يوسف وهبي، حيث تمت براءته من جميع التهم والشائعات التي لاحقته. ورغم ذلك، تركت الحادثة أثرًا كبيرًا في مسيرته، حيث تعرض لانتقادات من بعض الأوساط الفنية والجماهير التي كانت تأخذ الصحف كمرجع، وقد شعر يوسف وهبي بالحزن من توريط اسمه في مثل هذه الشائعات.
هذه الحادثة كانت واحدة من أبرز المواقف المثيرة في حياة يوسف وهبي، الذي استمر في تقديم أعماله الفنية العديدة بعد ذلك، وأثبت أن شائعات الصحافة لا يمكن أن تؤثر على مسيرته الحافلة بالإنجازات.
بينما كانت الشائعات قد ألقت بظلالها على حياته لبعض الوقت، إلا أن يوسف وهبي نجح في تجاوز هذا الموقف، وظل من أكبر وأهم الفنانين في تاريخ السينما المصرية والعربية. ويبقى السؤال: هل كانت تلك الشائعات محاولة لتشويه سمعته؟ أم أنها مجرد خطأ صحفي أدى إلى هذه الدراما؟
في النهاية، تبقى هذه الحادثة جزءًا من تاريخ الفن المصري وتسلط الضوء على تأثير الصحافة في حياة المشاهير.






