الساحل الشمالي شاطئ الطبقات ومحظور دخول البسطاء
كتب: د. محمد كامل الباز
الساحل الشمالي ساحل خاص لكل من النخبة ، المشاهير ، رجال الأعمال ،ساحل خاص لكل الأغنياء، منطقة محظورة على فئات معينة من المجتمع وبمجرد دخولك تلك المنطقة تصبح مصدر فخر واعتزاز ، مجرد تركك الذهاب للساحل فى مقابل سفرك إلى أى مكان أخر عند كثير من الناس يعتبر إهانة أدبية ،عدم مواكبة للعصر ،بل يصل للتخلف والرجعية ، ابتلينا فى الحقبة الأخيرة بكثير من الأمراض المجتمعية التى لابد من البحث عن علاج لها.
لماذا كل هذا الكم من التفاهات وفراغ الفكر ، هل أصبح كل همنا الان التخطيط للتواجد فى الساحل الشمالي فى فصل الصيف ، هل انعدمت المشاكل فى مصر كى يصبح تركيز معظم الناس التواجد فى ذلك المكان ، ناهيك عما يحدث فيها من مهازل اخلاقية ، الخمور فى الشواطئ ،حفلات الرقص الجماعي منتشرة فى كل مكان ،تمنع فى بعض الاماكن المحجبات من الدخول وإذا دخلت يصبح شكلها منتقد ومخالف للمكان ، نعم في الغالب في هذه الأماكن هو التحرر من الملابس ، اسراف بلا رقيب أو حساب ،تجمعات لشباب من الجنسين لمدة ايام فى رحلات ، أين الأهل والرقباء ، أين الضوابط الاجتماعية مما يحدث فى ذلك المكان ،بل يتم الدعم لكل تلك التصرفات الخاطئة من خلال المطربين والمطربات الذين يحرصوا على عمل أكبر قدر من الحفلات فى ذلك المكان صيفاً من كل عام.
القيت نظرة على تلك الحياة ورأيت كم الانفصال عن الواقع ، تظن أنك فى بلد اوربى وليس عربى ، وإذا استطال بك النظر شرقا ستجد رجال يقفون ليحموا الوطن و شعبة وارضة بما فية هؤلاء الذين يتراقصون على الشواطىء ، تجد رجالا لم تعرف أبدا لبس السلاسل والقلائد ، لم تشرب الخمور ،بل تقف لتحمى الثغور ،فى عز ذلك الوقت الذى لا يتحملة بشر يقف هؤلاء الرجال للدفاع عن الوطن الغالى ،إذا استطال بك النظر غربا تجد رجالاً أخرين يدافعوا عن الحدود الغربية للبلاد ويمنعوا دخول أى أسلحة من تلك المناطق ،يضحوا بحياتهم فى الوقت الذى على بعد كيلومترات شرقا تجدا آخرون كل هدفهم اللهو والغناء ، أما إذا ذهبت جنوباً فسوف تجد قوات أخرى تحمى المنطقة الجنوبية ،تجد الموقف ملتهب بسبب ذلك السد الغادر ، تجد تأهب واستعداد من أجل التعامل مع تلك المشكلة الوجودية .
ليس من العقل أن تكون بلد فى كل هذه المخاطر من كل الحدود تقريباً وتجد أناس يعيشون فى مجتمع خاص يرقصون ويشربون ،يلعبون ويلهون ، وللأسف كثير من هؤلاء الناس هم نخبة المجتمع من مثقفين ،لاعبين ،فنانين ،اعلاميين ، والأغرب أن معظم هؤلاء يصدعون ادمغتنا بالحفاظ على الوطن والمخاطر التي تحاك له ،كيف يصدق الناس كلامهم وهو يرى أفعالهم .
ان مشاكل الأمة وأزماتها على مر العصور نشأت نتيجة أمرين أولهما البعد عن أوامر الله ومبارزته بالمعاصي ، ثانياً حالة الإنفصال المجتمعى التى تحدث والتى تضع الشعب الذى يتواجد فى مكان يجد نخبة معينة تتواجد فى مكان أخر ،
مصر تعيش على المحك من كافة حدودها بلا مبالغة ، نطلب الدعم من كل الدول لمواجهة اثيوبيا فى مشكلة سد النهضة ، ونسينا أهم دعم وأفضل تأييد وهو المد الالهي ، كيف ينصرنا الله ونحن مصممون على تلك المعاصى والذنوب ،من يعتقد أننا نبالغ فيأخذ مركبتة وينزل هو وأسرته لمدة أسبوع فى هذا الساحل ، وأنا متأكد انة من حمرة الخجل سيعود باولادة ولن يكمل يومين على الأكثر ، مقبلين على مشاكل ومؤامرات كبيرة يجب أن تصطف الامة على قلب رجل واحد ، وأن تمنع تلك التجاوزات المجتمعية فضلا عن الأخلاقية ،يجب أن يشعر الجميع أن الوطن للكل لا تفرقة ولا تمييز ، لن تخصص أماكن لنخبة وتغلق عليهم عن باقى الشعب ، الأهم من كل ذلك يجب منع تلك السلوكيات والمظاهر الخادشة للحياء والتي تنتشر بشدة في صيف كل عام يجب وقفة اخلاقية لكل مايحدث وأن تعود الاخلاق ، يجب وقف الخمور على الشواطئ بل ويجرم هذا ، ستظن فى أول الأمر أن ذلك سيخل بالسياحة والاستثمارات ولكن فى حقيقة الأمر هو أول درجة فى صعود سلم النجاح والانجازات ، لن يوفق الله مجتمع حاول الصعود على حساب أوامره ونواهيه ، بل سيوفق المجتمع إذا راعى محارمة وسعى إلى كل مايرضيه.