عاجلمقالات

مسببات السعادة .. بقلم : على إمبابي

مسببات السعادة .. بقلم : على إمبابي

مسببات السعادة .. بقلم : على إمبابي
على إمبابي

بعيدا عن تعريفات السعادة لنعرف أسبابها، دعنا نفرق بين الرضا والسعادة، فلكل منهما مداره. يمكنك قياس أو تقييم الرضا. أما السعادة فلا يتعود الإنسان حصر حساباته ونظره دوما للأرض فقط، لعلاقاته، نجاحه المادى، الاكتفاء الجسدى والعاطفى، الأمان المالى. الترابط العائلى، التكامل المهنى، الالتزام الدينى بالشعائر والطقوس، وغيرها من ظروف وأحوال ترتبط مباشرة بوجوده على الأرض.

هذا التعود يجعله مشغولا دوما بما تحت السماء، ويحصره بحواسه الخمس. لإدراك وقياس رضاها بمظاهرها المادية.

حالة رضا الإنسان بهذه الحالات لا تخضع لمعنى السعادة، لأنها عندئذ حالات متباينة ومؤقتة. مرهونة بتوفيقه فيما يدركه بحواسه فقط، فيعتبر أنه سيكون سعيدا إذا قام بالحج أو انتظم فى الصلاة أو نجح فى الامتحان أو أكمل أول مليون جنيه أو أرضى زوجه وأولاده أو حقق أرباح مشروعه أو نال استحسان مريديه. أو زود رصيده بالبنك أو تحاليله الطبية ممتازة وهكذا.

كل هذه الحالات وغيرها، مرهونة بوجوده الأرضى لتحقيق رضاه على حساب آخرين. رضا تستوعبه وتقيسه حواسه الخمس من خلال جسده، لتصل لحالة الإشباع والاكتفاء والارتياح.

فمستهدف البطن الشبع، والعين والأذن واللمس الاستمتاع والإشباع، ومستهدف العقل الفهم، والقلب الشعور بالأمان. كلها حالات نفسية مرتبطة بحالة الإنسان بحاضره، كمسكنات آنية تريحه مدة زمنية مؤقتة، لإشباعه أرضيا.

كثير منا يربط التزامه بحياته الأرضية بنيل الثواب المؤجل بالآخرة، فى حين أن سعادة الإنسان. تكون بتدرج وعيه من مدار مكوناته إلى مدار وعيه بوجود وقدرة الله بمخلوقاته عموما.

رحلتنا بالأرض مجرد محاولات اجتيازنا لاختبار خلافاتنا لله فى الأرض ونجاحنا فيه يكون بتحقيق التوازن بين مدارات وعينا .

إحساس السعادة يكمن فى قبول بشريتنا بأن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. لتكون السعادة ذاتها هى الحالة الروحية التى يصل لها وعينا بتوازن مدارات الفهم، ليراقب الإنسان أحوال رضا حواسه، فيطور مسار حياته لصراط يمشى عليه وعيه، توجها لسعادته.

السعادة ذاتها قد تتحقق عندما يشرق بداخلك، تيسير محاولاتك لتحقيق التوازن بين منظومة الخلق بداخلك، فتعى بأنك قد تكون إنسانا مقبولا محاولاته حال حياته.
عندئذ فقط ستكون إنسانا سعيدا.

زر الذهاب إلى الأعلى