الكـشف عن سبب رفــض ليلى علوي تصوير مشهد جـرئ مع هشام سليم

كتبت / مادونا عادل عدلي
من المعروف أن العلاقة بين الفنانين في الوسط الفني أحد العوامل التي يمكن أن تؤثر على قراراتهم المهنية، خصوصًا عند تصوير مشاهد حساسة.
من بين هذه القصص المثيرة للجدل ما حدث بين الفنانة ليلى علوي والفنان هشام سليم أثناء تصوير فيلم “يا دنيا يا غـرامي”.
ليلى علوي، التي كانت واحدة من أبرز نجمات السينما المـصرية في فترة التسعينيات، كانت قد اتفقت على أداء مشهد يجسد ليـلة الدخلة في الفيلم المذكور.
ومع ذلك، وعندما وصلت ليلى إلى موقع التصوير واكتشفت أن شريكها في المشهد هو هشام سليم، رفضت بشدة المشاركة في هذا المشهد.
وكانت ردود أفعالها مفاجئة للجميع في موقع التصوير، حيث أكدت بوضوح أنها لا يمكنها تصوير هذا المشهد مع هشام، رغم استعدادها لأدائه مع أي فنان آخـر.
السؤال الذي طرحه الكثيرون هو: لماذا رفـضت ليلى علوي هذا المشهد مع هشام سليم بالتحديد؟ ما هو السـر الذي دفعها لاتخاذ هذا الموقف المفاجئ؟
السر يكمن في علاقة سابقة بين ليلى علوي وهشام سليم، والتي جعلت من الصعب على ليلى أن تتعامل معه بشكل مريح في مشهد يتطلب هذا القدر من الحميمية.
حيث تشير بعض المصادر إلى أن العـلاقة بين الاثنين كانت متوترة في فترة ما، ربما بسبب خلافات شخصية أو مهنية، مما جعلها تشعر بعدم الارتياح لأداء هذا النوع من المشاهد معه. كما أن هناك احتمالية أن ليلى كانت تحترم هشام بشكل كبير لدرجة أنها لم تستطع التمثيل معه في مثل هذا المشهد الحساس، أو ربما كانت هناك تحفظات أخلاقية أو عائلية.
ما يزيد من تعـقيد القصة هو أن مثل هذه المواقف تبرز التحـديات التي يواجهها الفنانون في التعامل مع زملائهم في الوسط الفني، خصوصًا عندما يتطلب العمل تجسيد مشاهد تتطلب قدراً كبيراً من الحميمية أو العاطفة. ليلى علوي، بصفتها واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية، كانت دائمًا معروفة بالتزامها المهني، ولكنها أيضًا كانت تحترم حدودها الشخصية، وهو ما انعكـس في قرارها هذا.
وفي النـهاية، تقرر عدم تصوير المشهد بين ليلى علوي وهشام سليم، وتم تعديل السيناريو لتجـنب هذا المشهد أو استبداله بمشهد آخـر أقل حـميمية. يعكس هذا الموقف تقدير الفنانين لحدودهم الشخصية والمهنية، ويبرز التوازن الدقيق الذي يتعين عليهم المحافظة عليه بين أداء أدوارهم بشكل احترافي واحترامهم لمشاعرهم وحدودهم الشخصية.
تظل هذه القصة واحدة من القصص التي تظهر أن خلف كواليس الأفلام قد تكون هناك أحداث وقصص مـثيرة لا يعرفها الجمهور، وتوضح لنا كيف يمكن للعلاقات الشخصية بين الفنانين أن تؤثـر على سير العمل الفني.
إلى جانب القصة التي دارت بين ليلى علوي وهشام سليم، فإن ما حدث يسلط الضوء على جوانب متعددة من التفاعل المهني في الوسط الفني. فرغم أن العمل في مجال السينما يتطلب احترافية عالية، إلا أن الأمور الشخصية والعواطف غالبًا ما تتداخل مع المهنة، خاصة في المشاهد الحساسة مثل مشهد ليلة الدخلة.
إن رفض ليلى علوي أداء المشهد مع هشام سليم لم يكن فقط موقفًا فرديًا يتعلق بها وحدها، بل كان له أثــر أكبر على الفريق الفني ككل. فقد ترتب على ذلك تأخـير في التصوير وإعـادة التفكير في كيفية تقديم هذا الجزء من الفيلم بشكل يحترم رغبات الفنانة وفي الوقت نفسه لا يخل بقصة الفيلم.
وقد أثبتت ليلى في هذا الموقف أنها ليست فقط فنانة موهوبة، بل أيضًا قادرة على الدفـاع عن مبادئها ومشاعرها، حتى لو كان ذلك على حساب بعض التعديلات في العمل.
من جانب آخـر، يمكن أن يعكس هذا الموقف طبيعة العـلاقة بين الفنانين في مصر في ذلك الوقت، حيث كانت هناك نوع من العلاقات المهنية التي تتسم بالاحترام المتبـادل والحساسية تجاه مشـاعر الزملاء.
وفي بعض الأحيان، قد يكون من الأفضل تعديل السيناريو أو تغيير المشاهد بدلاً من إجبار الفنانين على أداء شيء يشعرون بعدم الارتياح حياله.
بالنسبة لهشام سليم، فإن هذا الموقف لم يؤثـر على سمعته كممثل محترف، بل ربما أظهر جانبًا آخـر من احترامه لزملائه واستعداده لتفهم مواقفهم. مثل هذه الحـوادث قد تقوي من علاقة الزملاء في العمل الفني وتجعلهم أكثر تقاربًا في المستقبل، حيث يتعلم الجميع احترام حدود الآخـر وتقدير مشاعرة
أما بالنسبة للفيلم نفسه، “يا دنيا يا غـرامي”، فقد استمر العمل عليه وحقق نجاحًا بين الجمهور والنقاد. وربما يكون سببًا إضافيًا لنجاح الفيلم هو الاهتمام الكبير بالتفاصيل، سواء في القصة أو في التعامل مع الممثلين بطريقة تضمن تقديم أفضل أداء ممكن، دون المساس بمشاعر أو قناعات أحدهم.
القصة تظل واحدة من تلك الحكايات التي تروي كيف يمكن للمواقف الشخصية أن تتقاطع مع العمل المهني، وكيف يمكن للفنانين أن يوازنوا بين الاحترافية واحترام مشاعرهم وحدودهم الشخصية.
في النهـاية، ما حدث بين ليلى علوي وهشام سليم هو تذكير بأن الفن، رغم كل ما يتطلبه من تضحية، لا يجب أن يتجـاوز حدود الاحترام الشخصي والمهني.






