نبيلة السيد.. “وش السعد” على الكوميديا المصرية التي أطفأها السرطان قبل الأوان

كتبت / مايسة عبد الحميد
في مثل هذا اليوم، السابع من أغسطس، وُلدت واحدة من أبرز نجمات الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح المصري، الفنانة الراحلة نبيلة السيد، صاحبة الحضور العفوي والبساطة الساحرة التي جعلت منها نجمة من نوع خاص، تميزت بخفة دمها وأدائها التلقائي الذي دخل القلوب دون استئذان.
ولدت نبيلة السيد عام 1938، في حارة الشوارب المتفرعة من شارع محمد علي الشهير بقلب القاهرة، ونشأت وسط أجواء فنية خالصة؛ فوالدها كان متعهد حفلات ومالكًا لمحل أدوات موسيقية، ورافقت والدها منذ الصغر في حفلات الزفاف كمغنية، ما ساهم في تشكيل حسّها الفني مبكرًا.
كانت أولى مشاركاتها في السينما طفلة ضمن تلامذة الأستاذ حمام في الفيلم الكلاسيكي “غزل البنات” أمام نجيب الريحاني وليلى مراد، ثم كانت انطلاقتها المسرحية الحقيقية من خلال مسرحية “30 يوم في السجن”.
في خمسينيات القرن الماضي، التحقت بفرقة “ساعة لقلبك”، التي كانت بوابة العديد من نجوم الكوميديا أمثال فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي، وهناك صقلت موهبتها وبرز ميلها الفطري للإضحاك.

ورغم أن مشوارها الفني لم يكن طويلًا، إلا أن نبيلة السيد تركت بصمة يصعب تجاهلها، حيث شاركت في أكثر من 90 فيلمًا سينمائيًا، منها: البحث عن فضيحة، خلي بالك من زوزو، مراتي مدير عام، فيفا زلاطا، عفريت مراتي، أنا وهو وهي، عالم عيال عيال، الراقصة والطبال.
قدمت نبيلة أيضًا مجموعة من المسلسلات، وإن كانت أقل عددًا مقارنة بأعمالها السينمائية، مثل: أهلًا بالسكان، غوايش، عيلة الدوغري، كابتن جودة، أخو البنات، بوجي وطمطم، صيام صيام.
وعلى خشبة المسرح، أبدعت في عدد من الأعمال التي تُعد من علامات المسرح المصري، مثل: زنقة الستات، أولاد علي بمبة، دول عصابة يا بابا، الدنيا مقلوبة، سيرك يا دنيا، الفهلوي.
عانت نبيلة السيد في سنواتها الأخيرة من مرض السرطان، لكنها أصرت على الاستمرار في العمل رغم الألم، حتى اضطرت للاعتذار عن دور الأم “زينب” في مسرحية العيال كبرت بسبب تدهور حالتها الصحية، ليحلّ محلها الفنانة كريمة مختار.
وفي 30 يونيو 1986، أسدل الستار على حياة الفنانة التي عاشت للضحك، لترحل قبل أن تُكمل مشروعها الفني الكبير، لكنها بقيت حاضرة في ذاكرة الجماهير بمواقفها الكوميدية ومشاهدها الخفيفة التي لا تزال تُعرض حتى اليوم.
نبيلة السيد لم تكن فقط ممثلة، بل كانت روحًا خفيفة مرّت سريعًا، وطبعت أثرًا لا يُنسى في وجدان المشاهد العربي.






