أخبار وتقاريرعاجل

2025 عام الصناعات العسكرية المصرية

2025 عام الصناعات العسكرية المصرية

2025 عام الصناعات العسكرية المصرية
مدرعات مصرية

بقلم الكاتبة : إنجي الحسيني

إن التغييرات التي تجري على خريطة منطقة الشرق الأوسط قد أجابت على تساؤلات المواطنين بشأن تسليح وتطوير القوات المسلحة على مدار الـ10 سنوات الماضية، حيث ظهر أهمية الحفاظ على القوى العسكرية والجبهة الداخلية للوطن؛ فحسب تصريح السيد الرئيس يجب أن تكون القوات المسلحة والشرطة على أعلى جاهزية وقدرة لحماية البلد.. وهذا الخطاب المطمئن هو ما يحتاجه المواطن الآن في ظل ما يشهده المستوى الأقليمي من تحركات مقلقة تعيد للأذهان مخطط تقسيم الشرق الأوسط الكبير، ونحن نشاهد النظريات التآمرية قد صارت واقع نعيشه مملوس على الأرض.

في ظل الارهاب العالمي والتهديدات والانعكاسات التي قد تُلقى بظلالها على أمن مصر ووحدة أراضيها، يتبقى جيش مصر المصنف بالمرتبة الـ15 عالميًا والأولى عربيًا؛ فهو الحصن الأخير للمصريين ولكل مواطن عربي يحلم بالأمن والأمان لوطنه الممزق ما بين الاحتلال والتنظيمات الارهابية والتحديات الاقتصادية؛ حيث يبلغ تعداد الجيش المصري 920 ألف مقاتل، بينهم 440 ألف قوات عاملة، والباقي ضمن القوات الاحتياطية، كما تمتلك مصر 1054 طائرة حربية متنوعة، وأكثر من 4200 دبابة، وأكثر من 11 ألف مدرعة، إضافة إلى أكثر من 2100 مدفع ميداني، وأكثر من 1100 مدفع ذاتي الحركة، ونحو 1100 راجمة صواريخ.

اتسمت مجهودات القيادة السياسة والقوات المسلحة في مجال الصناعات العسكرية ببعد النظر بالتركيزعلى تطوير التمركزات العسكرية بمصر بإنشاء قواعد عسكرية متكاملة على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، تضم القوات البرية المتمركزة بها تجمعًا قتاليًا يشمل قواعد جوية وموانئ بحرية قوية للتعامل مع مختلف التهديدات بسرعة وحسم، خاصة بعد التطورات التي شهدتها دولة سوريا الشقيقة بسيطرة “هيئة تحرير الشام” والمليشيات المسلحة، وتدمير اسرئيل للجيش السوري وخطورة تبعات ذلك على أمن مصر القومي لاتساع رقة الصراع، فلطالما كان شمال سوريا هو خط الدفاع الأول عن مصر، كما يأتي التدخل التركي في الشمال السوري بدعوى مكافحة الأكراد مثيرًا للقلق بسبب تأثيره على التوازن الإقليمي.

2025 عام الصناعات العسكرية المصرية
مدرعات مصرية

ولفتح نافذة للأمل؛ نلقي الضوء على الصناعات العسكرية المصرية المحلية الصنع، ثقة في جيشنا المصري وتضامنا مع قواتنا المسلحة وقياداتها السياسية، فنحن نصنع السلاح منذ 7000 عام، وصار إحياء مشروع التصنيع العسكري الذي بدأ بالخمسينيات هامًا جدًا؛ لنقل الدولة من حالة الاحتياج لحالة الاكتفاء، حيث تأتي الصناعات العسكرية المصرية كهدف استراتيجي لتحقيق التفوق العسكري للجيش المصري ولإرسال رسالة ردع لكل ما يهدد الأمن القومي المصري.

من هذا الهدف أعلن وزير الإنتاج الحربي عن بدء التجهيز لـمعرض “إيديكس 2025” والاعلان عن صناعات عسكرية جديدة، حيث يمثل المعرض الحدث الدفاعي الوحيد من نوعه بإفريقيا، لتبادل الخبرات في مجال التصنيع العسكري والتعرف على أحدث التقنيات والمعدات والأنظمة الدفاعية البرية والبحرية والجوية، رغم التحديات التي تواجه الصناعات العسكرية المصرية منها؛ التكلفة العالية وغياب التكنولوجيا وسهولة الحصول على ترخيص التصنيع المحلي، وتمسُّك الشريك الغربي بسرية تكنولوجيا السلاح، ومع ذلك تمضي مصر نحو استقلال صناعاتها العسكرية، وبرزت في مجال التصنيع المدني والعسكري وتطوير الأسلحة والذخائر والمعدات الأرضية مما يحافظ على القدرة القتالية العالية للقوات المسلحة بالدقة والاحترافية المطلوبة وتوافر منظومة دفاعية مصرية 100%، والتصدير للدول العربية والأفريقية الصديقة بدلًا من عمليات الشراء والاستيراد إلى جانب توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي تتجه إليه الدول المتقدمة في حروبها بالآونة الأخيرة .

لذلك انطلقت النسخة الأولى من إيديكس عام 2018 والذي ظهر فيه تنوع الصناعات العسكرية واضحا من خلال التعاون بين وزارة الإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع والشركة العالمية للبصريات التابعة للقوات المسلحة، حيث تم الاعلان عن تصنيع رادار ثلاثي الأبعاد للإنذار المبكر بمدى 450 كيلومترا، كتصنيع محلي بالكامل في مستوى الرادارات العالمية ويمثل بوابة لمصر نحو امتلاك تكنولوجيا تصنيع الرادارات، كما يُدخلها سوق الأسلحة كمنافسة وليست مستهلكة، كما تم تصنيع أول طائرة مصرية مسيرة بدون طيار ASN-209 UAV إنتاج الهيئة العربية للتصنيع، وتتميز الطائرة بتمكنها من الطيران على مدى ٢٠٠ كم، من أجل الاستطلاع وملاحظة الهدف، وهى مصنَّعة من مادة الفايبر المستوردة من الصين، وهيكلها صناعة مصرية بالكامل، كما انتجت وزارة الانتاج الحربي المصرية المركبتان المدرعتان ST-500 LTV وST-100 MRAP، المقاومة للألغام والمضادة للكمائن، وتم التصنيع بشراكة أجنبية وتصنيع محلى يصل إلى 70%، شاملاً جميع المكونات عدا الشاسية والمحرك، ومتضمنًا الإلكترونيات والبرج القتالى العامل بالتحكم عن بعد، ليس هذا فقط بل ظهر أيضا طراز متطورمن جيل المدرعة “تمساح 1″، المجهزة للتصدير لدول مثل الإمارات والسعودية.

وفي عام 2021 انطلقت النسخة الثانية من معرض إيديكس ليشهد تطورا أكبر؛ من خلال عرض المدرعة (سينا 200)، وهي من مفاجأت المعرض كأول مدرعة عسكرية تُصنّع بالكامل بمصر، وهي مدرعة على جنزير بطاقم 6 أفراد صممتها وزارة الانتاج الحربي لتضاهي المركبة الروسية “BMP”، وأيضا المُدرعة متعددة المهام (ST500) وقذيفة الأعماق (نورس 1) التي تصيب أهداف على عمق 500م تحت سطح البحر، وكذلك ذخيرة تُنتج لأول مرة لمدافع الهاوتزر، ومنظومات القيادة والسيطرة الآلية المتخصصة فـي إدارة النيران والمجهزة ببرامج مصرية 100%، كما عرِضت إدارة الملاحة الجوية للمجال الجوي ببرنامج مصري 100% عددًا من الطائرات بدون طيار بتصميم وتصنيع مصري، أبرزها الطائرة (NUT).

أما النسخة الثالثة لايديكس 2023 فهي استثمار للمجهودات المبذولة في مجال التصنيع العسكري والمنافسة القوية عبر تنفيذ الاتفاقات وإعادة تأهيل بعض المصانع الحربية وتعاون القيادات السياسية والعسكرية للمعرض الذي شهد مشاركة 411 عارضا يمثلون 44 دولة من (الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند وكوريا الجنوبية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليونان والسعودية والإمارات العربية المتحدة والبرازيل ورومانيا وجمهورية التشيك وصربيا وسلوفاكيا وبلغاريا وأوكرانيا وكازاخستان وباكستان وأرمينيا والبوسنة والهرسك) ليظهر من خلال المعرض؛ راجمة الصواريخ رعد ٢٠٠ على مركبة مدرعة ذات جنزير كأبرز المنتجات المصممة والمصنعة بعقول وأيدي مصرية بأحد مصانع الإنتاج الحربي بنسبة تصنيع محلي 65 % وسرعة تصل ل (46) كم/ساعة على الطرق، وتتسع لطاقم مكون من ثلاثة أفراد.

كما ظهر الروبوت المصري للتعامل مع العبوات الناسفة M-300 & X-300 ويتميز بالسير والعمل في الأراضي الممهدة والمدقات بسرعة 17.2 كم/ساعة في الظروف البيئية والجوية المختلفة، بقدرة 74.2 حصان، وإمكانية الدوران 360 درجة، ومجهز بعدد (8) كاميرات لتحقيق رؤية ليلية متكاملة في جميع الاتجاهات، ويتميز الروبوت بوحدة التحكم والسيطرة اللاسلكية وبشاشة 12.5 بوصة تتيح رؤية جميع الكاميرات وشاشة صغيرة لعرض بيانات المعدة أثناء التشغيل.

وفي المعرض أيضا عُرضت المدرعة تمساح بجميع فئاتها؛ المدرعة تمساح 1 لنقل وخدمة أفراد المشاة بالمناطق والطرق الصعبة، والمُزودة بمحطة مُسلّحة عاملة بالتحكم عن بعد، المدرعة تمساح 2 لمواجهة مخاطر العبوات الناسفة والألغام وتوفير الحماية القياسية للجنود والأفراد خلال عمليات مكافحة الإرهاب بسيناء، حيث تنتج مصر الشاسية الروسي للعربة وتجميع باقي أجزاء العربة محليا بواسطة مصنع 200 الحربي، المدرعة تمساح 3 وتناسب القوات الخاصة؛ فسرعتها تصل إلى 125 كيلومتر في الساعة، وتسير في جميع الأراضي، المدرعة تمساح 4 وتتميز ببرج قتال آلي مصري الصنع يتم التحكم فيه عن بعد، المدرعة تمساحBus تم تصميمها وتصنيعها بالكامل محليا داخل مجمع الصناعات الهندسية التابع لإدارة المركبات بالجيش المصري، نتيجة للخبرات المكتسبة في الحرب علي الإرهاب بشمال سيناء، المدرعة تمساح 6 المجهزة للانتاج وهي النظير المصري للمدرعة الأمريكية الشهيرة إنترناشيونال ماكسبرو M1224

يضم المعرض أيضا الطائرات المسيرة محلية الصنع ؛ الطائرة المسيرة متعددة المهام 6 أكتوبر و طائرة “30 يونيو” المسيرة وتبلغ سرعتها 260 كيلومترا في الساعة ويمكن أن تهبط أثناء تحليقها بسرعة 120 كيلومترا في الساعة والتحليق على ارتفاعات تصل إلى 7 آلاف متر، وهناك أيضا الطائرة المسيرة الطائرة “طابا 1” و “طابا 2 ” والطائر ة المسيرة أحمس المطورة بخبرات مصرية والمزودة بالقدرة على أداء مهام الاستطلاع، المراقبة، والهجوم، كما ضم المعرض أنظمة كشف وتتبع ومجابهة للطائرات المسيرة المعادية وذخائر جوية مصرية الطراز مع تصنيع أجزاء المحركات وقطع غيار الطائرات..

لذلك يأتي عام 2025 حاصدًا للمزيد من الصناعات العسكرية المتنوعة التي تمت بأيدي مصرية، مع امتلاك التكنولوجيا المحظور امتلاكها وتطبيق أحدث التقنيات فى مجال الصناعات الدفاعية وأنظمة التسليح، وتوظيف تقنيات الدفاع الكهرومغناطيسي والهجومي والدفاعي المختلف إلى جانب ما قامت باستيراده من عدة دول.

2025 عام الصناعات العسكرية المصرية
مدرعات مصرية

قام الفكر التصنيعي العسكري المصري انعكاسًا لسياسات وممارسات أمريكا المتعمدة تجاه مصر، باستغلال ملفات حقوق الإنسان والقضايا المرتبطة بالديمقراطية من أجل احراج القيادة السياسية أمام الشعب، بالتهديد بقطع المساعدات العسكرية عن مصر كما جاء بتصريح السيناتور الأمريكي “كريس ميرفي” في سبتمبر 2023، بأن إدارة الرئيس بايدن تعتزم حجب 85 مليون دولار من المساعدات العسكرية، فسياسة العقاب بالمنع أو التحجيم لم تكن الأولى، فقد مارسها أيضًا الرئيس أوباما في 2013 بعدما أسقط الشعب حكم الاخوان في 30 يونيو 2013

مصر هي رمانة الميزان بالمنطقة، لذا عمدت الادارة الأمريكية إلى توظيف التنظيمات الارهابية لتحارب عنها بالوكالة، وخلق الحروب لافقار وتشتيت الشعوب العربية والسيطرة على ثرواته بالنهب والسرقة والتحايل المغلف بالثورات التحررية، مع السماح لاسرائيل بمماسة القمع الممنهج وسياسة الأرض المحروقة بإبادة شعب غزة ثم بالانتقال إلى الجنوب اللبناني والتمدد والتوسع في سوريا، من أجل خلق حزام ناري حول الوطن مصر، لقد كانت كلمة نتنياهو في ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٣ أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78، كاشفة للمخطط الصهيوني وذلك قبل أسبوعين من تحرك حماس يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ في إشارة لبدء ساعة الصفر وإعادة تدوير خريطة المنطقة العربية، حيث عرض خريطة تحمل كلمة إسرائيل فقط، بدون وجود للضفة و قطاع غزة، مشيرًا إلى ( محور النقمة) الذي ظهر باللون الأسود ويضم إيران والعراق، وسوريا، ولبنان، وقال مهددًا: “لا يوجد مكان في إيران لا تستطيع الذراع الطويلة لاسرائيل الوصول إليه، والأمر ينطبق على منطقة الشرق الأوسط بأكمله”.. وهو ما يتم تحقيقه الآن على أرض الواقع بالمنطقة.

إن مصر الوطن، الشعب، والقيادة السياسية لتواجه تحديات عظيمة داخليا وخارجيا، إقليميا ودوليا، وكل ما يُمارس من تضييق النطاق حولها، يجعلنا نلتف حول قواتنا المسلحة لنقدم لها كل أشكال الدعم والمساندة، ونثني عليها عزيمتها ومجهوداتها في تسليح الوطن، والحرص على توطين الصناعات العسكرية مما يعزز حرية القرار المصري بشكل كبير؛ فلا يمكن فصل الصناعات العسكرية عن خبرات الجيش المصري، فكلتاهما وجهان لعملة واحدة، فعادة ما تمتلك الدول ذات الثقل العسكري قدرات تصنيع عسكرية و فـي الوقت نفسه جيشًا قويًّا حديثًا للحفاظ على أمن الشعب المصري، واستقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه..

2025 عام الصناعات العسكرية المصرية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى