الدين معاملةعاجل

الدوحة العشرون  ” رمضان و قيام الليل ” بقلم : د. ياسر أحمد العز

الدوحة العشرون  ” رمضان و قيام الليل ” بقلم : د. ياسر أحمد العز 

الدوحة العشرون  " رمضان و قيام الليل " بقلم : د. ياسر أحمد العز
د. ياسر أحمد العز

إن قيام الليل هو دأب الصالحين وشعارالمتقين.وخلوة المخلصين ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم ليتنسموا أريج النفحات ويقتبسوا عبيروأنوار القربات ويتضرعوا إلى عظيم العطايا والهبات.

ويقول الله عزوجل عن قوام الليل (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ). ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيمانًا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه. لقد أقلقهم الخوف وحداهم الشوق وخلوا بالله فى ليلهم فأثابهم الله بقوله (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). لا يعلم أحد من الخلق ولوكان نبياً مرسلاً أو ملَكاً(يقول ابن عباس رضي الله عنهما: من أحب أن يهوِّن الله عليه طول الوقوف يوم القيامة فليره الله في ظلمة الليل ساجداً وقائماً، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه.

الخصال التي يكون بها العابد عابدا: 

وكما روي عن سليمان بن المغيرة قال:  سمعت ثابتا اللبناني يقول: لا يسمي عابد عابدا ابدا وإن كان فيه كل خصلة للخير حتي يكون فيه خصلتان:  الصوم بالنهار والصلاة بالليل.  لانهما من لحمه ودمه.

و كما اخبرنا الصادق المصدوق ان ربنا جل وعلا ينزل الي السماء الدنيا كل ليلة حين يبقي ثلث الليل.  فيقول: أنا الملك من ذا الذي يدعوني.فأستجيب له؟! من ذا الذي يسألني فأعطيه؟! من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ )(ولقد أوحى الله عزوجل إلى داوود عليه السلام فقال له يا داوود كذب من ادعى محبتي فإذا جن عليه الليل نام عنى أليس كل حبيب يأنس بحبيبه . (ويقول صلى الله عليه وسلم:(إن في الليل لساعه لايوافقها عبد مسلم لا يسأل الله خيراً إلا أعطاه إيـاه ).( ولله ما أروع قول القائل سل الحاجات من سيد … ليس له ستر ولا حاجب .

يعطي عطاياه إذا شاءها.  من غير توقيع الى كاتب إن قيام الله هومن أهم أسباب دخول الجنة يقول صلى الله عليه وسلم. ( أيها الناس ..! أفشوا السلام. , وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام).

إن ظلمة الليل مخيفة كم أرقت الخائفين و أفزعت العابدين ,وأطارت النوم من عيون الآمنين فسكون الليل ووحشته يذكرك بسكون المقابر ووحشتها فمن أراد أن ينير قلبه وقبره فليصل بعضا من الليل.

إن رجال السلف ليسوا من عالم فضائي غريب بل هم من جنس البشر لهم لحم ودم وروح فلماذا كانوا كما يصفونهم فرسان النهار رهبان الليل؟ ترى ما الفارق بيننا وبينهم ؟ما هو السر الذي كان بينهم وبين الله حتى وجدوا هذه الأنوار الإيمانية والسعادة القلبية وشفافية الروح ؟ إنهم ببساطة قوم صدقوا مع الله وكَذبنا نحن ..إنهم عمروا سرهم وخلوتهم مع الله وخربنا نحن الخلوة مع الله قبل العلانية.

نحن طلاب دنيا وهم طلاب آخرة :

إننا طلاب دنيا وهم طلاب آخرة. {روى ابن أبي حاتم: أنه صلى الله عليه وسلم كان يمر في ظلام الليل يتفقد أصحابه. -كيف كانوا يصلون؟! كيف كانوا يدعون؟!. كيف كانوا يبكون؟!- فسمع عجوزاً تقرأ من وراء الباب وهي تبكي – قوله تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) تعيد الآية و تبكي. فوضع صلى الله عليه وسلم رأسه على الباب وردد معها ثم قال نعم أتاني، نعم أتاني } فهذه هي عجوز. فأين شباب الأمة؟! (يقول سعيد بن المسيب رحمه الله : “إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجهه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره من قبل فيقول: إني لأحبُ هذا الرجل!!”. و قيل للحسن. البصري رحمه الله : “ما بال المتهجدين بالليل من أنضر الناس وجوها؟ فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره)

 

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى