النميمة نار تحرق القلوب وتُحطم العلاقات

كتبت / دنيا أحمد
النميمة آفة خطيرة تهدد استقرار المجتمعات وتفتك بروابط الأخوة والمودة بين الناس. هي ليست مجرد كلمات تُقال في الخفاء، بل شرارة خبيثة قد تُشعل نيران الحقد والفتنة، فتُفسد القلوب، وتُحطم الثقة، وتزرع العداوة حيث كانت المحبة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لا يدخل الجنة نمّام”
[رواه مسلم]
في هذا الحديث تحذير صريح من خطورة النميمة، فهي من كبائر الذنوب، لأنها لا تنقل الكلام فحسب، بل تحوّره وتُؤجج به المشاعر، فتُفرّق بين الأحباب، وتُفسد ما كان عامرًا من علاقات.

وقد نهى الله تعالى عنها فقال:
*“ولا تطع كل حلاف مهين. هماز مشّاء بنميم”
[سورة القلم، الآيتان 10–11]
فالنمّام يوصف في القرآن بالمشي بين الناس بالنميمة، وهي صفة تدل على الخسة والفساد.

ليس النمام وحده من يحمل الإثم، بل من يسمع له ويصدقه ويشجعه كذلك يتحمل جزءاً من الجريمة. فكم من علاقات أسرية تمزقت، وصداقات انقطعت، وأعمال فشلت، بسبب نقل كلامٍ لم يُتحقق من صحته، أو كان الهدف منه إثارة الفتنة.

والأدهى أن البعض يظن أن مجرد “نقل الكلام” ليس فيه ضرر ما دام لم يضفه شيئًا من عنده، لكن الضرر ليس فقط في الكذب، بل في النية وراء النقل: هل هي للإصلاح، أم للإفساد؟ قال العلماء: “النمام مفسد، ولو قال صدقًا”.

لكي نحمي أنفسنا ومجتمعاتنا من هذه الكارثة، علينا أن:
• نغلق آذاننا عن سماع النميمة.
• لا ننقل الكلام بين الناس.
• نُذكّر النمام بحرمة فعله، وننصحه بالحسنى.
• نُحسن الظن بالآخرين، ولا نستعجل في الحكم عليهم.

في الختام، النميمة ليست مجرد خطأ عابر، بل جريمة أخلاقية واجتماعية، تمزق النسيج الإنساني، وتُدخل القلوب في ظلمات الشك والعداوة. فلنطهر ألسنتنا منها، ولنُغلق أبواب الفتنة، ولنجعل كلامنا سببًا في الصلح لا في الخصومة.






