عبلة كامل.. الوجه الحقيقي للدراما المصرية

كتبت: نهى مرسي
في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتتشكل فيه ملامح الفن بصورة مختلفة، تبقى الفنانة عبلة كامل واحدة من القلائل الذين تمكنوا من حجز مكانة ثابتة في ذاكرة وقلوب الجمهور، ليس فقط بسبب موهبتها الفريدة، بل لأنها تمثل المرأة المصرية بكل ما تحمله من صدق وبساطة وقوة.
منذ بداياتها على خشبة المسرح، مرورًا بالدراما والسينما، استطاعت عبلة كامل أن تقدم نماذج إنسانية شديدة الواقعية، فكل شخصية جسّدتها كانت تنبض بالحياة والمشاعر. لم تكن يومًا فنانة تبحث عن البطولة المطلقة، بل كانت تبحث عن الحقيقة في كل دور، فتتحول الشخصية إلى تجربة معيشة يشعر بها المشاهد وكأنه جزء منها.

قدّمت على مدار مسيرتها العديد من الأعمال التي أصبحت علامات بارزة في الدراما المصرية، أبرزها:
“لن أعيش في جلباب أبي”: بشخصية “فاطمة”، التي ما زالت تعيش في وجدان ملايين المشاهدين.

“هوانم جاردن سيتي” و”المال والبنون”: حيث تألقت في أدوار تركت أثرًا كبيرًا.
“ريا وسكينة”: والتي جمعتها بالفنانة سمية الخشاب، وقدمت فيها كوميديا سوداء نادرة التكرار.
“سلسال الدم”: الذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا على مدار عدة أجزاء.
إلى جانب مشاركاتها المؤثرة في السينما مثل: “سيداتي آنساتي”، “اللمبي”، و”بلطية العايمة”.
اللافت في مشوار عبلة كامل، هو قدرتها على الابتعاد عن الأضواء دون أن تغيب عن قلوب جمهورها، فهي من الفنانات القلائل اللاتي احتفظن بمكانتهن رغم الغياب، وكأن حضورها صار جزءًا من وجدان المشاهد.

اليوم، يتجدد السؤال: متى تعود عبلة كامل؟
لكن حتى دون عودة، تبقى أعمالها تتحدث عنها، وتبقى هي نموذجًا للفنانة الحقيقية التي لم تتنازل عن مبادئها، وقدّمت فنًا خالصًا من القلب، سيظل خالدًا في ذاكرة الفن المصري.






