في ذكرى وفاته.. الشيخ عامر السيد عثمان.. شيخ عموم المقارئ وعلّامة القراءات الذي دُفن في البقيع

كتابة / دنيا أحمد
وُلد الشيخ عامر السيد عثمان في قرية “ملامس” التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، يوم الأربعاء 16 من شهر المحرم عام 1318 هـ، الموافق 16 مايو 1900م. نشأ في بيئة قرآنية، حيث حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبد الرحمن سبيع، ثم واصل تعلُّم القراءات على يد خليفته الشيخ همام قطب. وكان من أبرز زملائه في طلب العلم الشيخ محمد سليمان الشندويلي، شيخ قرّاء مسجد الحسين بالقاهرة.
مشواره العلمي ومشيخته
انتقل الشيخ عامر إلى القاهرة لينهَل من علوم الأزهر الشريف ومكتباتها الزاخرة بالمخطوطات، حيث تفرغ للدراسة والبحث، حتى أصبح من أعلام علم القراءات. وفي عام 1935م، أسس حلقة علمية داخل الجامع الأزهر، وكان ذلك نقطة انطلاق لمكانته البارزة في هذا المجال.

نظراً لدقته وسعة علمه، استعان به الشيخ محمد علي الضباع، شيخ عموم المقارئ المصرية حينذاك، في مراجعة وتحقيق المصاحف. وعند إنشاء معهد القراءات التابع لكلية اللغة العربية سنة 1943م، كان الشيخ عامر أحد أعمدة الهيئة التدريسية، ثم أُسندت إليه مشيخة مقرأة الإمام الشافعي في عام 1947م.
إسهاماته وجهوده العلمية
كان للشيخ عامر دور ريادي في تسجيل المصاحف المرتلة والمجوّدة لكبار القرّاء في إذاعة القرآن الكريم، ومن أبرزهم الشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ محمود علي البنا، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ مصطفى إسماعيل.

كما قام بتحقيق عدد من أمهات كتب القراءات، منها:
• فتح القدير في شرح تنقيح التحرير
• شرح منظومة الإمام إبراهيم علي السمنودي
• لطائف الإشارات في شرح القراءات للإمام القسطلاني
وفي عام 1981م، تم اختياره شيخًا لعموم المقارئ المصرية خلفًا للشيخ الحصري. وبعد سنوات من العطاء، سافر إلى المدينة المنورة عام 1985م ليعمل مستشارًا بمجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، حيث واصل خدمته لكتاب الله.
وفاته
توفي الشيخ عامر السيد عثمان يوم الجمعة 3 شوال 1408 هـ، الموافق 20 مايو 1988م، في المدينة المنورة، ودُفن بالبقيع، حيث يُرقد بجوار كبار علماء الإسلام، تاركًا إرثًا علميًا يُخلّد اسمه في تاريخ القراءات.






