الدوحة الثالثة عشر ..( رمضان وفرصة التغيير ) بقلم: د. ياسر أحمد العز
رمضان فرصة كبرى أن تحافظ على الصلاة الخمس فى جماعة وقد كثر المصلون فلاتتخلف عنهم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك تكبيرة الإحرام كتبت له براءتان براءةفى الدنيا من النفاق وبراءةفى الآخرةمن النار) ( ويقول سعيد بن المسيب رحمه الله :من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة) فياتارك الصلاة أقصر ! فأعظم بغاة الشر في رمضان هم الذين يتركون الصلاة حتى وإن صاموا كيف يسوغ لك أن تترك الصلاة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في شأن تاركها ” بين الرجل. وبين الشرك والكفر: ترك الصلاة ” كيف يتمم لك الله أجر صيامك وقد انتقيت فريضة ونبذت أخرى؟ كيف يغمض لك جفن ويستريح لك قلب. وتطمئن لك نفس وأنت تسمع قول الإمام الحزم ابن حزم. وهو يقول (( لا ذنب بعد الشرك أعظم من ترك الصلاة حتى يخرج وقتها)
صلاة التراويح
رمضان فرصة للقيام لصلاة التراويح التى تغفر لك ما تقدم من ذنبك. وكلنا يحفظ ماقاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم فى ذلك-: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ). ورمضان فرصة لمن كان مقصرا في نوافل العبادات فلم يجعل له منها نصيبا. ولم يأخذ لنفسه قسما مفروضا فيغير من حاله. ويبدل من شأنه فالنوافل كما نعلم مكملة للفرائض التى تركناها ومتممة للفرائض التى أضعناها فهل من مشمر؟؟
ورمضان فرصة لأن تقى شح نفسك فتجود بالخير على الغير لتخرج زكاة مالك وفطرك فقدقال رسولك صلى الله عليه وسلم ( أفضل الصدقة صدقة في رمضان) رمضان فرصة لأن تطعم الطعام وتفطر الصائمين فرسولك الكريم قال (من فطر صائما فله مثل أجره. وقال أيضا (أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع ؛ أطعمه الله من ثمار الجنة. ومن سقى مؤمناً على ظمأ ؛ سقاه الله من الرحيق المختوم ) ورمضان فرصة لمعاملة الغير بالخير فلا غيبة قاتلة. ولا نميمة سامة ولا لغو. ولا إثم ولا فسوق ولاسباب فكما قال حبيبنا” الصيام جُنَّة. وإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ” (يقول رجاء بن أبي سلمة : قلت لمجاهد: هل الغيبة تنقض الوضوء ؟
قال نعم. وتفطرالصائم وعن أبي المتوكل الناجي قال: ( كان أبو هريرة وأصحابه إذا صاموا ، جلسوا في المسجد قالوا: ” نطهر صيامنا) ( وعن مجاهد:قال : من أحب أن يسلم له صومه فليتجنب الغيبة والكذب ) (وعن عبيدة السلماني قال: ” اتقوا المُفْطِرَيْن : الغيبة والكذب ) (وعن أبي العالية قال: ” الصائم في عبادة. وإن كان نائما ما لم يغتب أو يكذب) (وعن ميمون بن مهران: ” إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب ) يعنى كلنا نشترك فى ترك الطعام والشراب فنحن بهذا المعنى صائمون عن الطعام والشرب لكننا أبدا لا نشترك فى الصيام عن الغيبة. والنميمة واللغو والكذب. وقول الإثم. ..
ورمضان فرصة لمن كان قليل الصبر سريع الغضب أن يتعلم منه الصبر والحلم والأناة فأنت الآن تصبر على الجوع والعطش. والتعب والنصب ساعات طويلة ألا يمكنك – أيضاً – أن تعود نفسك من خلال شهر الصبر . . الصبر على الناس وتصرفاتهم وأخلاقهم. وما يفعلونه تجاهك من أخطاء وليكن شعـــارك الدائم{ والكاظمين الغيظ وَالْعَافِينَ عَنْ الناس والله يحب المحسنين }. وقول النبي صلى الله عليه وسلم” ليس الشديد بالصرعة إِنما الشديد الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضـَبِ. “وقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من كظم غيظا. وهو يستطيع أن ينفذه ، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء ”
ورمضان فرصة لعادة التدخين التي إنهار أمام سلطانها كثيرون فعلى الرغم من أن المدخن أعلم الناس بمضار التدخين لما يراه من إثرها على نفسه وصحته وماله وعياله. ومجتمعه حتى إنك لو طلبت منه أن يسردها عليك لعدها وسردها أفضل من الطبيب على الرغم من ذلك إلا إنه لا يملك الإرادة الكافية للإقلاع عنه . يمنعه من ذلك وهمٌ كبير بأن التدخين أصبح يجري في دمه وأنه لا يمكنه أن يستغني عنه. وأنه أصبح جزء من شخصيته وحياته وأنه . وَأنه ..وأنه.
والواقع يشهد بخلاف ذلك.. الواقع يؤكد : أن آلاف المدخنين قد أقلعوا عن هذه العادة السيئة بكل المقاييس. والبداية دائما تنبع من الذات من النفس حين يقتنع المدخن بهذا القرار الصائب. ويعمل على تحقيقه بكل قوة. والفرصة في شهر رمضان مواتية أكثر من غيره ففي رمضان يمضي الصائم أكثر من نصف اليوم ممتنعاً عن ممارسة هذه العادة السيئةمما يضع المدخن أمام اختبار يومي يرى أنه ينجح فيه بامتياز فما الذي يجعله يتردد عن إكمال بقية اليوم إنه ضعف العزيمة. وخور الإرادة وضعف الإيمان!!
ورمضان فرصة ألا يخيب لك دعاء وألا ترد يدك إذا امتدت نحو السماء فربك قال بعد ذكر آيات الصيام(وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعان). ورسولك قال: ” إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد ” فاللهم اجعل دعواتنا في رمضان سهاما صائبة لا ترد وارزقنا من الخير في رمضان ما لا يحصى أو يعد و بلغنا اللهم ما نرجو أو نود. وافتح لنا ياربنا باباً إلى الجنّة لا يُسد..