نهى مرسي .. تكتب: عقوق الوالدين
قد أوجب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بر الوالدين والإحسان إليهما بـ قوله تعالى: «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلا كَرِيما وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا»
وقرن الله تعالى بر الوالدين بعبادته، وقرن عقوقهما بالشرك به سبحانه؛ قال تعالى: «وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تشرِكوا بِه شيْئًا وبِالوالِدَين إِحْسَانًا» (النساء: 36)، وقَرَن الشكرَ لهما بشكره سبحانه وتعالى بقوله: «أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ»
وأكد على ذلك كلِّه حتى في حال أمرهما لولدهما بالشرك؛ قال تعالى: «وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡم فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفا» (لقمان: 15).
العقوق كل فعل أو قول يتأذى به الوالد من ولده ما لم يكن شركاً أو معصية. ومنه شتم الأم أو الأب أو ضرب الأم أو إهانتهما،
ومن جملة العقوق إذا أطاع الولد أمه على ظلم أبيه أو أطاع أباه على ظلم أمه. عقوق الوالدين عدة من كبائر الذنوب، وجاءت النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنّة الشريفة حاثّةً على البر. ومحذرة من العقوق في حقّ الوالدين في مواطن كثيرةٍ
عقوق الوالدين منها إبكاء الوالدين وتحزينهما بالقول والفعل، نهرهما وزجرهما، ورفع الصوت عليهما، والتأفف من أوامرهما، و العبوس وتقطيب الجبين أمامهما. والنظر إليهما شزراً، والأمر عليهما، وعدم الإصغاء لحديثهما، وشتمهما. و ذم الوالدين أمام الناس، وتشويه سمعتهما، والمكث طويلاً خارج المنزل مع حاجة الوالدين. وعدم إذنهما للولد في الخروج. وتمني موتهما ، أو إيداعهما دور العجزة، و البخل عليهما والمنة وتعداد الأيادي، انتقاد الطعام الذي تعده الوالدة. ومن صور العقوق إدخال المنكرات للمنزل، أو مزاولة المنكرات أمامهما، والتعدي عليهما بالضرب، أو القتل وإثارة المشكلات أمامهما إما مع الإخوة، أو مع الزوجة. وكثرة الشكوى والأنين أمام الوالدين.
اوصانا الله ورسوله بـ رضا الوالدين:
رضا الوالدين على أبنائهم أهميةٌ بالغةٌ، تظهر في العديد من الأمور. وفيما يأتي بيان بعضها:
1- نيل البركة في العمر. والسعة في الرزق، وذلك يكون بعدّة صورٍ، منها: البركة في استغلال العمر بالطاعات والعبادات. ونيل التوفيق من الله تعالى، أو يكون بأنّ الملائكة عندما تعلم بأنّ العبد يصل رحمه، فتقوم بتغيير عمره بسبب صلته للرحم، حيث قال الله تعالى: (يَمحُو اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثبِتُ).
2- نيل الدعاء المستجاب من الوالدين، ومما يدل على ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم»، وذلك إكراما للوالدين من الله تعالى.
3- برّ الوالدين يدل على كمال الإيمان. و كما أنّه من حسن إسلام العبد. و كما أنّه من الطرق الموصلة إلى الجنة في الحياة الآخرة وبه يرتفع ذكر العبد في الحياة الدنيا والآخرة.
4- برّ الوالدين يعدّ من أسباب تفريج الهموم والكروب، وكشف الابتلاءات.