أمير شكوكو: جدي لم يكن يتمنى أن يعمل أبناؤه فى مجال الفن
إعداد/ دعاء نصر
(نجوم زمن الفن الجميل)
نجوم رحلوا ولكن تظل ذكراهم خالدة
(مع أبناء وأحفاد النجوم في عالم النجوم )
رغم رحيلهم إلا أنهم تراكوا بصمة وأثر كبير لن ينسى علي مر الزمن، رحلوا ولكن تركوا لنا ثروة كبيرة من أعمالهم الفنية “الذهبية”. رحلوا وتركوا لنا ثروة أخرى وهي أبناءهم وأحفادهم الذين يعيشون معنا لنسعد بوجودهم ورؤياهم والتواصل معهم ليشعرونا بمقولة “ان اللي خلف مامتش”
هنا نبدأ الحديث:
لنجوم الفن حكايات وروايات يعيشوها على شاشة السينما و التليفزيون و المسرح و أمام ميكرفون الإذاعة أيضًا. ويحصلون بعدها على تصفيق الجمهور وإشاداتهم والإعجاب الشديد بهم. وفي ظل تجسيد الشخصيات التي يبرعون في تأديتها بمهارة وأحتراف، إلا ان هناك دائما حكاية لا يعرفها الجمهور عن هذا النجم لذلك ألتقينا بأبناء وأحفاد الفنانين العظماء الذين فارقوا الحياة ليحكي لنا كلا منهم حكاية عن والده أو عن جده لا يعرفها أحد ..
ومن لا يعرف “لبلب ” تلك الشخصية الضعيفة التي تمتلك إرادة وذكاء مكنتها من الأنتصار على رمز القوة والطغيان (عنتر) …الفنان الوحيد التي صنعت حلوى المولد على شكله وهيئته وجلبابه وطرطوره الشهير …
معنا في ضيافة عالم النجوم الأستاذ أمير سلطان محمود شكوكو حفيد النجم الكبير محمود شكوكو ليروي لنا حكاية من حكايات جده لم يعرفها الجمهور ..
أمير سلطان محمود شكوكو:
عشت مع جدي في منزله بكوبري القبة من عام ١٩٧٢ وحتى وفاته عام ١٩٨٥. ورغم انه لم يكن يتمنى ان يعمل أبناؤه فى مجال الفن نظرًا لما عاناه رحمة الله عليه من صعوبات إلا انه تمنى ذلك لأحفاده فقد كان يشجعنى على هواية الموسيقى وأذكر انه أشترى لى آلة الكمان وعندما وجدتها صعبة التعلم أشترى لى اورج.
كنت أعزف وهو يلعب بعرائسه الشهيرة التي أبتكرها بنفسه مثل “الحنكوشة “والشحات ” والتي كانت تلبس كقفاز وليس عرائس الماريونيت المعروفة فلم يكن يعتمد على اى عرائس الا التي صنعها بنفسه ومن المعروف ان جدي رحمة الله عليه انشأ فرقة خاصة بهذا النوع من الفن كانت النواة الرئيسية لما يطلق عليه الان مسرح العرائس..
وكان جدي
يصطحبني معه في كل مكان وخاصة وسط البلد والإسكندرية وعلى الأخص مباريات النادي الأهلي.
حيث كنت أتواجد معه انا وأخي أحمد بمقصورة الدرجة الأولي ومعنا النظارة المكبرة التي كانت تساعده في رؤية اللاعبين بوضوح..
طقوسنا في وسط البلد
أما طقوسنا في وسط البلد كانت ما بين “جروبي” حيث الكاساتا اللذيذة ووجبة الفنضام والشيكولاتة “الأليس” لأهل المنزل.
كما كان يحب ان يقرأ الجرائد ويشرب قهوته علي الريحة صباحًا في كازينو “صفيه حلمي” نجلة بديعة مصابني بميدان الأوبرا بوسط البلد.
وأذكر”القزم” محمدي الفنان رحمة الله عليه الذي كنا نراه هناك.
والحقيقة ان أحلى أيام حياتي قضيتها معه في طفولتى وكنت أفتخر عندما يشير الناس الّى قائلين حفيد شكوكو …ولجدي رحمة الله عليه ذكريات كثيرة منها مايعرفه الجمهور عن اسم ” شكوكو” وهو اسم”ديك”، جده هو الذى كان يحبه وصمم ان يطلق أسمه على ” حفيده” محمود شكوكو ..ومنها انه لم يتخل أبدا عن مهنته ومهنة اجداده حتى أنه صنع أثاث منزله بيده عند زواجه رغم ثراؤه آنذاك فقد كان الفنان الوحيد الذى يقود سيارة ( بنتلى ) فى الاربعينات باهظة الثمن حتى انها أثارت عليه حقد الطبقة الملكية الحاكمة آنذاك …ولكن ظل جدي رحمة الله عليه مخلصًا لهوايته ومهنته …ومن الذكريات التي لاتنسى فى فيلم عنتر ولبلب الشهير ان الفيلم كان اسمه ( شمشمون ولبلب).
فاعترضت الجالية اليهودية المصرية واضطروا لتغيير الاسم وماتلاه من صوت كان تم تسجيله ووافق جدي رحمة الله عليه وأعادك كاملا لحبه الشديد لفنه …
أشكر في النهاية تلك المساحة التى خصصتها جريدة عالم النجوم المحترمه عن زمن الفن الجميل ونجومه .