العمى مصيره والطرب حياته … في ذكرى وفاة الشيخ إمام
كتبت : مادونا عادل عدلي
كان يعشق أن يصبح ابنه شيخًا كبيرًا
أما الأم فكانت رمز الاحتواء في طفولته وعوضته فقد بصره.
الشيخ امام واسمه الحقيقي امام محمد أحمد عيسى الذي ولد يوم 2 يوليو سنة 1918 ، ولد في قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة لأسرة فقيرة وكان أول من يعيش لها من الذكور حيث مات منهم قبله سبعة ثم تلاه أخ وأخت.
أصيب في السنة الأولى من عمره بالرمد الحبيبي وفقد بصره بسبب الجهل واستعمال الوصفات البلدية في علاج عينه، فقضى امام طفولته في حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبد القادر ندا رئيس الجمعية الشرعية بابى النمرس وكانت له ذاكرة قوية.
وكان يعايروه الأطفال بالعمى وهذا مادفع والدته للبكاء، إنه الشيخ إمام التي تمر اليوم ذكرى وفاته.
نشأ شخنا الكبير على حب الموسيقى حين كان يذهب إلى مواسم الأفراح والحج، وسط الحريم ليسمع غناءهن .
استطاع أن يحفظ القرآن حيث تميز الشيخ امام بذاكرة قوية. وبات والده يتوسم فيه مستقبلا مشرقًا، ولكن أهل قريته أمسكوا به ذات يوم يستمع إلى الإذاعة المصرية عبر أثير الراديو. الذي كان في ذلك الزمان بدعة، وقد حاولوا منعه، لكنه أظهر إصرارا وعنادا فكان مصيره الطرد من القرية.
وجد الصبي الكفيف نفسه في وسط القاهرة ، إذ ذهب إلى عدد من أبناء قريته يعيشون في حى الغورية وهي أقدم أحياء القاهرة. ومن تلك الحارة تجول الشيخ إمام بأناشيده الدينية، وأغانيه الحماسية والسياسية التي تنتقد الواقع حتى نهاية حياته.
واشتهر الشيخ امام بألحانه وأغنياته التي تتناول القيم النضالية. والتعبير عن قيم الاستقلال والحرية، وقد غنّى لرموز عالمية في هذا المجال.
مثل المناضل الأرجنتينى أرنستو تشى جيفارا، وزعيم فيتنام هوشى منه، الذى قاد النّضال لفترة زمنية ضد الاحتلال الأمريكى لبلاده حتى وفاته عام 1969.
عُرف الشيخ امام بكلمات الشعراء المصريين أمثال أحمد فؤاد نجم، وفؤاد قاعود. وبيرم التونسى، وزكي عمر، وعبد الرحمن الأبنودى، وفؤاد حداد، وسيد حجاب، ونجيب سرور، ونجيب شهاب الدين، وأبو الحسن سلام، وعصمت المسلماني وعفاف العقاد.
بل غنّى الموشحات مثل “هات أيها الساقي” وملا الكاسات وقصيدة أشرق النور، وعطر الدنيا بذكر المصطفى. ويا رب ما لى سند غيرك كما غنى لعدد من الشعراء العرب، ومنهم التونسى آدم فتحي، والفلسطينيون توفيق زياد وتيسير الخطيب وفدوى طوقان، واليمنى عبد الله البردونى.
ما يقارب ال300 أغنية. للشيخ امام غناها عدد غير قليل من الفنانين أمثال لبلبة التى غنّت له: “يا خواجة يا ويكا” وليلى نظمي “ساعة العصارى وشوف الحكاية يا وله” أمّا محمد رشدى فقد غنّى له “الغربة” و”دلى الشيكارة”أمّا فايدة كامل فقد غنّت له “حى على الكفاح” وشوف الحكاية”.
توفى الملحن والمطرب الشيخ امام يوم 7 من شهر يونيو من عام1995.