بعد ولادته بأيام توفيت والدته… سطور في ذكرى ميلاد العندليب عبد الحليم حافظ
تقرير/ مادونا عادل عدلي
نجم من نجوم فن الزمن الجميل، فهو الشاب الاسمراني الذي قدم الكثير للفن في الغناء والتمثيل فهو فنان مهم ونجم مميز عرف العالم ليس مصر فقط، لُقب بالعندليب، العندليب الأسمر، معشوق الجماهير.
ولد النجم عبد الحليم حافظ في قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية في يوم 21 من شهر يونيو 1929، وهو الابن الأصغر بين أربعة أخوة هم إسماعيل، ومحمد، وعلية.
عاش لحظات صعبة ومريرة، حيث توفيت والدته بعد ولادته بأيام، وقبل أن يتم عامه الأول توفى والده ليعيش يتيم الوالدين، وعاش في بيت خاله الحاج متولى عماشة وكان دائم اللعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا، الذي عانى منه كثيرًا.
وقدم على مدار مسيرته الفنية أكثر من مائتي أغنية تعاون من خلالها مع أبرز الملحنين على الساحة الفنية في مصر، من بينهم كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب، لفت نجاحه الموسيقي الأنظار إليه وقام ببطولة 16 فيلمًا سينمائيًا، كان أولها “لحن الوفاء” في عام 1955، وآخرها فيلم “أبي فوق الشجرة” في عام 1969، من أبرز أغنياته “قارئة الفنجان، سواح، زي الهوا، جبار”.
ورغم مرور كل هذه السنوات على رحيله إلا أن الحديث عن المطرب الراحل لا ينتهي، لاسيما أن أغانيه وأفلامه وقصص النجوم عنه لا تنتهي أبدًا فليتذكرها دائمًا جمهوره.
حيث مازالت أغانيه يسمعها الجمهور حتى الآن في كل المناسبات سواء الفرح أو الحزن أو الرومانسية وكذلك الوطنية، حيث استطاع تخليد اسمه كواحد من أهم نجوم الغناء في مختلف الأجيال، فلا بسمعه من جيله فقط او الكبار بل يعشقه جيل بعد جيل.
بدايته بالتفصيل
كان حليم الابن الرابع وأكبر إخوته هو اسماعيل شبانة الذي كان مطرب ومدرس للموسيقى في وزارة التربية، التحق حليم، بعدما نضج قليلًا في كتاب الشيخ أحمد
ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلّى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته، ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به.
التحق العندليب بمعهد الموسيقى العربية، قسم التلحين عام 1943 حين التقى بالفنان كمال الطويل كان عبد الحليم طالبًا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1948 ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقايق وأخيرا بالقاهرة.
ثم قدّم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا على اله الاوبو عام 1950.
تقابل مع مجدي العمروسي في 1951 في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت الإذاعي فهمي عمر. اكتشف عبد الحليم شبانة الإذاعي حافظ عبد الوهاب الذي سمح له باستخدام اسمه “حافظ” بدلا من شبانة.
وصرحت مصادر لبعض الجرائد فإن عبد الحليم أُجيز في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة “لقاء” كلمات صلاح عبد الصبور ولحن كمال الطويل عام 1951.
وفي حين ترى مصادر أخرى أن إجازته كانت في عام 1952 بعد أن قدم أغنية “يا حلو يا أسمر” كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي، وعموماً فإن هناك اتفاقاً أنه غنّى “صافيني مرة” كلمات سمير محجوب وألحان محمد الموجي، في أغسطس عام 1952 ورفضتها الجماهير من أول وهلة حيث لم يكن الناس على استعداد لتلقّي هذا النوع من الغناء الجديد.
ولكنه أعاد غناء “صافيني مرة” في يونيو عام 1953، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحاً كبيراً، ثم قدّم أغنية “على قد الشوق” كلمات محمد علي أحمد وألحان كمال الطويل في يوليو عام 1954، وحققت نجاحاً ساحقاً، ثم أعاد تقديمها في فيلم “لحن الوفاء” عام 1955، ومع تعاظم نجاحه لُقّب بالعندليب الأسمر.
أهم أعمال النجم العندليب
شهد عام 1955 عرض أربعة أفلام كاملة للعندليب، فيما وصف بأنه عامه الذهبي سينمائياً، حيث قدم في السينما ستة عشر فيلمًا سينمائيًا هي:
ففي عام 1955 لحن الوفاء وشاركه البطولة: شادية، حسين رياض”أول أفلامه”.
شارك في عام 1955 أيامنا الحلوة وشاركه البطولة: فاتن حمامة، عمر الشريف، أحمد رمزي.
وفي عام 1955 قدم ليالي الحب وشاركه في البطولة: آمال فريد، عبد السلام النابلسي.
ففي عام 1955 شارك في أيام وليالي وشاركه البطولة: إيمان، أحمد رمزي، محمود المليجي.
وفي عام 1956 قدم لنا موعد غرام وشاركه البطولة: فاتن حمامة، عماد حمدي، زهرة العلا، رشدي أباظة.
1956 دليلة وشاركه البطولة: شادية، فردوس محمد فهو أول فيلم مصري ملون بطريقة السكوب.
1957 بنات اليوم وشاركه البطولة: ماجدة، آمال فريد، أحمد رمزي.
في عام 1957 قدم الوسادة الخالية وشاركه البطولة: أحمد رمزي، زهرة العلا، لبنى عبد العزيز، عمر الحريري “منقول عن رواية للأديب المصري إحسان عبد القدوس”.
1957 فتى أحلامي وشاركه البطولة: منى بدر، عبد السلام النابلسي.
1958 شارع الحب وشاركه البطولة: صباح، عبد السلام النابلسي، حسين رياض.
في عام 1959 قدم النجم حكاية حب وشاركه البطولة: مريم فخر الدين، عبد السلام النابلسي، محمود المليجي.
1960 البنات والصيف وشاركه البطولة:، زيزي البدراوي، سعاد حسني.
يوم من عمري قدمه في عام 1961 وشاركه البطولة: زبيدة ثروت، عبد السلام النابلسي، محمود المليجي، سهير البابلي.
في عام 1962 قدم الخطايا وشاركه البطولة: عماد حمدي، حسن يوسف، نادية لطفي، مديحة يسري.
1967 معبودة الجماهير وشاركه البطولة: شادية، فؤاد المهندس، يوسف شعبان.
1969 أبي فوق الشجرة وشاركه البطولة: عماد حمدي، ميرفت أمين، نادية لطفي (آخر أفلامه).
ظهر بصوته فقط مغنياً في أفلام بعد الوداع، وبائعة الخبز (1953)، وفجر (1955)، وأدهم الشرقاوي (1964).
كما ظهر ضيفاً للشرف في فيلمين هما إسماعيل ياسين في البوليس الحربي، وقاضي الغرام.
قام عبد الحليم ببطولة المسلسل الإذاعي “أرجوك لا تفهمني بسرعة” سنة 1973، وهو المسلسل الوحيد الذي شارك فيه عبد الحليم كبطل للحلقات، وذلك برفقة نجلاء فتحي وعادل إمام قصة محمود عوض وإخراج محمد علوان.
وفاته
توفى العندليب في 30 مارس عام 1977 في لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاماً، والسبب الأساسي في وفاته هو الدم الملوث الذي نقل إليه حاملاً معه التهاب كبدي فيروسي فيروس سي الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر كما قد أوضح فحصه في لندن، ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها وبينت بعض الآراء أن السبب المباشر في موته هو خدش المنظار الذي أوصل لأمعائه مما أدى إلى النزيف وقد حاول الأطباء منع النزيف بوضع بالون ليبلعه لمنع تسرب الدم ولكن عبد الحليم مات ولم يستطع بلع البالون الطبي.
وحزن الجمهور حزنًا شديدًا حتى أن بعض الفتيات من مصر انتحرن بعد معرفتهن بهذا الخبر الصعب.
وقد تم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والفنانة الراحلة أم كلثوم سواء في عدد البشر المشاركين في الجنازة الذي بلغ أكثر من 2.5 مليون شخص، أو في انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع.