رمسيس مرزوق لقبه ساحر الضوء وعشق مجاله وأبدع فيه
تقرير: مادونا عادل عدلي
ليس كل من قام بالتصوير أصبح مصور محترف ولكن في عالم الفن أصبح رمسيس مرزوق من أهم مديري التصوير.
رمسيس مرزوق ولد 1 يونيو عام 1940 بمحافظة بني سويف، وحصل على بكالوريوس كلية الفنون التطبيقية قسم تصوير جامعة حلوان سنة 1959 و بكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية أكاديمية الفنون تخصص تصوير سنة 1963 وعلى شهادة الدكتوراه فى الاخراج السينمائى من جامعة السوربون بباريس, فرنسا سنة 1983 وحصل على كثير من الجوائز وشارك بتصوير مجموعة افلام ايطالية, و عمل معارض خاصه بيه بمصر و روما و باريس حصل على حوالى عشرين جائزة تقديرية.
لم يكن التصوير والفن حلم يراود مرزوق بشكل عام، كان يحلم بأن يصبح عالم في الذرة يعيش في الجبل وسط أبحاثه ونجاحاته.
اختار رمسيس دراسة التصوير السينمائي بالكلية، وشارك في المسابقات، ليحصد أول جائزة في حياته متفوقًا على أساتذة كبار سبقوه إلى هذا المجال.
وفي عامه الدراسي الأول بالمعهد، منحه وزير الثقافة ثروت عكاشة، متحف الفن الحديث في قصر هدى شعراوي ميدان التحرير ليقيم فيه معرض يضم صوره وحده دون أن تزاحمه صور فنانين آخرين.
استأجر رمسيس استوديو للتصوير الفوتوغرافي، حتى يستطيع الإنفاق على دراسته، وقسّم وقته بين الدراسة صباحًا والعمل حتى الثانية عشرة بعد منتصف الليل، حتى أنقذه تفوقه وحصوله على امتياز في عامه الدراسي الأول، إذ كانت تمنح الدولة الطالب المتفوق 8 أو 12 جنيه شهريًا، فلم يعد بحاجة لاستمراره في العمل.
كرّمه الرئيس جمال عبدالناصر، لتبدأ رحلته مع العمل الأكاديمي بعد تعيينه معيدًا بالمعهد.
اتفق دكتور إبراهيم أبو ذكرى، رئيس الاتحاد العام للمنتجين العرب، مع مدير التصوير السينمائي، دكتور رمسيس مرزوق، على إطلاق مجلة “كاميرا” وهي أول مجلة عربية متخصصة في التصوير السينمائي والفوتوغرافي خلال مشاركته بمعرض القاهرة المرئي والمسموع والمقام فى الفترة من 20 إلى 24 نوفمبر المقبلة.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمعهما لوضع الترتيبات الخاصة بمشاركة مرزوق بالمعرض الذي يقام بفندق موفينبك السادس من أكتوبر والذى يفتتح بالتزامن مع أول أيام مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام في دورته الثالثة ويستمر طوال فترة المونديال.
من أبرز الأفلام التي عمل فيها رمسيس مرزوق “بمبة كشر” بطولة ناديه الجندى وإخراج حسن الامام، “الأبرياء” بطولة نور الشريف وميرفت أمين وإخراج محمد راضى، “الجبان والحب” بطولة شمس البارودي وحسن يوسف وشويكار، “وسقطت في بحر العسل” بطولة محمود ياسين ونبيلة عبيد ونادية لطفى وتحية كاريوكا وإخراج صلاح أبوسيف.
“ليه يا بنفسج، زائر الفجر، الريس عمر حرب، عصافير النيل، معالي الوزير، هي فوضي، قاهر الزمن، حين ميسرة، البحث عن توت عنخ آمون، صياد اليمام”.
“أه يا ليل يا زمن” بطولة رشدى أباظة ووردة، “سمارة الأمير” بطولة نبيلة عبيد، و”اسكندرية كمان وكمان” للمخرج يوسف شاهين، “الصعود إلى الهاوية” بطولة محمود ياسين ومديحة كامل، “المهاجر” بطولة يسرا وإخراج يوسف شاهين، “اضحك الصورة تطلع حلوة” بطولة أحمد زكي وإخراج شريف عرفة.
لقّب الراحل بـ”ساحر الضوء”، حيث قدم خلال مشواره الفني عشرات الأعمال السينمائية ووقف أمامه وجوه أشهر نجوم السينما المصرية، منهم أحمد زكي لبلبة ومديحة كامل نبيلة عبيد، ومن أبرز أعماله “معالي الوزير، حين ميسرة، توت توت، الصعود إلى الهاوية”.
وتعاون الراحل مع أغلب المخرجين الذين اعترفوا بموهبته وأهميتها في ثقل أعماله، وعلى رأسهم المخرج يوسف شاهين الذي عمل معه في أغلب أفلامه مثل “المهاجر”، “إسكندرية نيويورك”.
ولم يكتف رمسيس مرزوق بنجاحاته في السينما، قدم أعمال درامية مميزة منها مسلسل “وجه القمر” آخر عمل تلفزيوني لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، و “مملكة الجبل” إخراج مجدى أحمد علي.
وحصل الراحل رمسيس مرزوق على عدد من التكريمات من المهرجانات السينمائية، ولكن إسهاماته لم تقف على الحدود المصرية والعربية فقط، حيث اقتنت المكتبة القومية الفرنسية 40 لوحة من أعماله الفوتوغرافية، وأقام متحف السينما في باريس بانوراما لأعماله، باعتباره واحد من اساتذة الصورة في تاريخ السينما العالمية.
وكانت الجوائز حاضرة دائمة في مسيرة رمسيس مرزوق سواء في مصر أو الخارج، فحصد أكثر من 50 جائزة عن أعماله السينمائية في عدد من المهرجان المصرية والعالمية منها جائزة أحسن تصوير عن الفيلم التسجيلي “النيل الأزرق” من مهرجان “ليبرج” الألماني.
وكان قد عانى رمسيس مرزوق من مشاكل صحية بالقلب على مدى الأعوام القليلة الماضية.
توفى رمسيس مرزوق اليوم الموافق 2 من شهر يوليو عام 2021 عن عمر يناهز 81 عامًا.