“أنا وطن جوة الوطن” يضيئ ظلام القلوب
كتبت / آيه سالم
لم أكن أعلم بالتحديد من أين أبدأ كلامي بعض الكلمات حقاً تائهه أو لأكون أكثر دقة هذا موضوع جعلني حائرة هل سوف أكون قادرة علي توضيح الفكرة و هنا قد بدأت الرؤية تصبح واضحة و بدأت الكلمات تأخذ ترتيبها الصحيح .
أمامنا اليوم قضية العمر و الأحلام التي لم تكتمل معظمها ، كلنا نعلم أن الكمال لله و إن البشر ليسوا كاملين مع أختلاف نواقصهم لكل شخص أربعة و عشرون قيراطاً سيأخذهم بدون أي إفراط لأنها هندسة إلاهية و ليست بشرية هل معني ذلك بأن “ذوي الهمم” هم فئة مختلفة لكن من قال هذا إنهم أشخاص مثلنا و لكن ليسوا كاملين ككل البشر و لكن بطريقة خاصة ليصبحوا متميزين .
اليوم و غداً و الأمس أري أن لدي “ذوي الهمم” ذكاء عقلي و قوة بدنية تميزهم عن غيرهم ليشاركوا في جميع مجالات الحياة لكن المشكلة تكمن في نظرة المجتمع إليهم فلماذا و ألف علامة إستفهام و تعجب تعاملوهم علي إنهم بدون مشاعر أو إحساس تتنمرون و تقللون من قيمتهم تباً لكم هم أصحاء أكثر منكم لديهم نظافة قلوب و طهارة نفوس لا يمتلكها أي إنسان عادي ، لنقل الحق أنت شخص عادي و هو من ذوي الأحتياجات الخاصة هل لاحظت شئ كلمة “عادي” و هذا يعني أنك شخص كأي شخص و لست متميز و لكن هو لديه ما يميزه لأنه يبذل كل ما لديه من مجهود لإثبات نفسه و مهاراته أمام العالم بأسره .
لدينا في هذه اللحظة قصة شاب مصري لم و لن يعترف يوم بأنه من “ذوي الأحتياجات الخاصة” لأنه بالفعل حكايته تشبه المعجزات ، “أحمد السمان” منذ صغر سنه و هو يعاني من مشكلة الإعاقة السمعية و هي دائماً يصاحبها مشكلة التحدث لنري طفل صغير لا يسمع و لا يتكلم فهل ستكون هذه النهاية و يظل عمره كله بهذه الإعاقة و هذا ما يحدث في أغلب الأوقات لكن المفاجأة بأنها البداية ، تخرج الأم عن صمتها بقولها لا و ألف لا لن أترك طفلي هكذا و بالفعل ذهبت إلي الكثير من الأطباء و خضع للعمليات لكن للأسف لم يتغير الواقع و ظل “أحمد” من “ذوي الأحتياجات الخاصة” .
أمهات كثيرون لديهم ضعف إيمان بالله و بقدرته و ييأسون لكن لم تيأس هذه الأم العظيمة و كانت ترفض الخضوع للواقع بأي شكل و بدأت تنمي مهارات طفلها باللعب معه مثل (ألعاب الطاولة – الشطرنج – الألعاب الورقية) و أرسلته إلي مركز تخاطب و ألبسته سماعات الأذن و بعد مرور أعوام من الصبر و الأمل و الإيمان بالله و بقدرته تحدث المعجزة ليبدأ “أحمد” في التحسن و بالفعل “أحمد السمان” اليوم يتحدث بشكل أقرب إلي السليم جداً و يستخدم سماعة الأذن ليثبت لأي شخص و للعالم بأن الإعاقة إعاقة قلوب و ليست إعاقة جسد .
المخرج “أحمد السمان” قام بإخراج العديد من الأفلام الروائية القصيرة منهم ( مجرم سينما – الرقص علي أجسادنا – لوكيشن ) و من ضمن هذه الأفلام فيلم “مجرم سينما” تم عرضه في مهرجانات دولية و في الدول الأتية ( ألمانيا – قبرص – أمريكا – نيوزيلندا ) و أيضاً في ( سلطنة عمان – السودان – مصر ) .
ذكر “أحمد” بأن سيدات من العالم العربي علي تواصل معه يحدثوه قائلين بأن الفيلم أعطاهم أملاً كبير في الدعم و بأنهم كانوا خائفين جداً و إن نقل “أحمد” للصورة بشكل بسيط قلل الخوف لديهم ، كما أيضاً أرسل إليه مخرج من دولة “السودان” رسالة يشجعه علي التحدي و المثابرة لوصله إلي حلمه .
قابل “أحمد” سيادة السفيرة “إيناس مكاوي” و قالت له “خلي بالك كل حاجة بتحصل في الدنيا بتحصل لحكمه ، مهم جداً تعرفها و تاخد بالك منها ” و هذا ما حدث بالفعل لأن كلام سيادتها جعل في حياة “أحمد” نقطة تحول كبيرة .
صرح “أحمد” بأنه تم عرض أخر أفلامه فيلم “أنا وطن جوه الوطن” في مهرجان “الأمل السينمائي الدولي” بستوكهولم بالسويد .
الجدير بالذكر بأن “أحمد السمان” قال عن رحلته مع السينما ” رحلتي مع السينما بتروح لمرحلة أقسي من اللي قبلها و حياتي الشخصية و الأستمرار مستحيل حرفياً كتير ببقي عايز أنسحب لكن دعمي لبعض الناس هو اللي مخليني مكمل بهذا الصبر و القوة” ، و ذكر “أحمد” أخر حديثه إن قضايا أفلامه ليست قضايا إعاقة و إنما هي قضاية هوية لأنه غير ملتزم بتغيير الصورة النمطية السائدة عن “ذوي الأحتياجات الخاصة” لأنه يعتبر هذا متاجرة .