حمدي رزق يكتب … طيب الذكر المشير طنطاوى
وثائقية مسلسل (الاختيار ٣)، ردت بعض الاعتبار لشهيد الوطنية طيب الذكر المشير «محمد حسين طنطاوى».
يرحمه الله عاش ومات صامتا، وبفروسية لم يشأ أن يدافع عن نفسه فى مواجهة حملة ممنهجة وعاتية لتشويه دوره الوطنى الذى تسجله وثائق الدولة المصرية بأحرف من نور الوطنية.
المشير التاريخى حمل الأمانة وأداها كاملة غير منقوصة، ولم يرضخ لتهديدات الإخوان والتابعين، ووقف سدا منيعا فى مواجهة مخطط حرق مصر، ولم يهادن، ولم تلن عريكته، وقال كلمته، ولم يخش فى حق الوطن لومة لائم عقور، ووضع نصب عينيه مصر أولا.
مثله مثل أولى العزم من الرجال الخلص، يومًا بعد يوم يظهر الوجه الحقيقى الأصيل للمشير طنطاوى من بين ركام الأكاذيب التى راجت تتهمه بما ليس فيه، وتحمله ما لا يحتمل، وتثير غبارًا حول دور الرجل الذى اختاره القدر فى لحظة فارقة ليحمل الأمانة التى تنوء بحملها الجبال، وحملها طنطاوى صابرًا محتسبًا متسلحًا بصبر جميل، وإيمان بأن الله يحميها، ويباركها، محروسة بأمر الله.
رحل صامتا محتسبا، طوال عمره وحتى مماته، رجل صموت يقتات الصمت كالجمال، جمل الحمول، حمل العبء ثقيلًا، وقاد البلاد فى عاصفة هوجاء من الاحتمالات المفتوحة، ظل عينه وعبادته ودينه وديدنه أن يسلم البلاد سالمة آمنة لأهلها، كما تسلمها فى لحظة قدرية قائدًا عامًا للقوات المسلحة وزيرًا للدفاع.
وثائقية (الاختيار / ٣) ترد على جبال من الأكاذيب حجبت الحقيقة كاملة عن أجيال غابت عنها الحقيقة وغيبت تمامًا عن مقاصد رجال المجلس العسكرى.
تضع النقاط ساطعة فوق حروف شاهت وتشوهت بفعل فاعل، تدحض اتهامات عقورة لاتزال تطارد المشير فى قبره، تتهمه بتسليم البلاد للإخوان، والمشير بريء من هذه الاتهامات، ويده طاهرة من الدماء، الإخوان كانوا ابتلاء ابتليت به البلاد، ورفع الله سبحانه الغمة، غمة وانزاحت.
يكفيه وفى ميزان حسناته عند رب العالمين، حقن الدماء، والانحياز إلى ثورة الشعب، وقاد الجيش إلى مكانه الصحيح فى قلب الشعب حاميًا أمينًا على مقدرات هذا الشعب العظيم، منع حربًا أهلية وقودها الناس والحجارة، وعلى هدى من خطوته كان مكان القوات المسلحة فى قلب ثورة الشعب فى 30 يونيو المجيدة.