“الإمام محمد عبده” رائد التنوير وأمام المجددين.. في ذكرى وفاته
تقرير: مايسة عبد الحميد
يعد محمد عبده أحد رموز التجديد في الفقه الإسلامي و من دعاة النهضة و الإصلاح في العالم العربي و الإسلامي ، ساهم بعد التقائه بأستاذه جمال الدين الأفغاني في إنشاء حركة فكرية تجديدية إسلامية في أواخر القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين تهدف إلى القضاء على الجمود الفكري و الحضاري و إعادة إحياء الأمة الإسلامية لتواكب متطلبات العصر .
ولد محمد بن عبده بن حسن خير الله سنة 1266 هـ الموافق 1849م في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة ، لأب تركمانى و أم مصرية تنتمي إلي قبيلة (بني عدي) العربية ..
في سنة 1866م التحق بالجامع الأزهر ، و في سنة 1877م حصل على الشهادة العالمية ..
اشترك في الثورة العرابية ضد الإنجليز ، و بعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات ، ثم سافر بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884م ، و أسس صحيفة العروة الوثقى ثم أسس جمعية سرية بذات الاسم ..
في سنة 1889م / 1306هـ عاد محمد عبده إلى مصر بعفو من الخديوي توفيق ، بعد وساطة تلميذه سعد زغلول و بشرط ألا يعمل بالسياسة مرة أخرى ..
وفي سنة 1889م عين قاضياً بمحكمة بنها ، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق ثم محكمة عابدين ثم ارتقى إلى منصب مستشار في محكمة الاستئناف عام 1891م ..
وفي 3 يونيو عام 1899م / 24 محرم 1317 هـ عين في منصب مفتي الجمهورية ..
تتلمذ على يده شاعر النيل حافظ إبراهيم، الشيخ الشهيد عز الدين القسام، شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي، شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق، شيخ العروبة محمد محيي الدين عبد الحميد، سعد زغلول، قاسم أمين، محمد لطفي جمعة، طه حسين.
ألف العديد من الكتب أهمها رسالة التوحيد، تحقيق و شرح “البصائر القصيرية للطوسي”، تحقيق و شرح “دلائل الإعجاز” و “أسرار البلاغة” للجرجاني، الرد على هانوتو الفرنسي، الإسلام و النصرانية بين العلم و المدنية (رد به على إرنست رينان سنة 1902م )، تقرير إصلاح المحاكم الشرعية سنة 1899م، شرح نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب، العروة الوثقى مع معلمه جمال الدين الأفغاني، شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني
توفى الإمام محمد عبده في الساعة الخامسة مساء يوم 11 يوليو عام 1905م / 7 جمادى الأولى 1323 هـ بالإسكندرية بعد معاناة من المرض عن سبع وخمسين سنة ، و دفنب القاهرة ورثاه العديد من الشعراء أبرزهم حافظ إبراهيم تلميذه .