عالم أزهري: الميراث هو حق الله تعالى وليس حق البشر
كتب: أحمد الدخاخني
حكى متصل, عبر برنامج ” أحلى الكلام”, الذي تقدمه الإعلامية الدكتورة ميار الببلاوي, على قناة الشمس, أن والدته لها نصيب من الميراث من والدها المتوفى, لكن أخاها الذي هو خال المتصل منعها من أن تأخذ حقها في الميراث ثم اتفقا على إعطائها, وتوفي أخوها الثاني ولم ينجب أي أطفال, ومنع أخوها من أن تأخذ الربع بحجة أنها أخذت ميراث والدها, متسائلاً إذا تنازلت والدته عن حقها فهل هذا حرام عليها؟.
في هذا الصدد قال الشيخ أشرف عبد الجواد, من علماء الأزهر الشريف, إن الله لا يحب الجهر بالسوء إلا من ظُلم, وبالتالي فهذا حق الأم وأولادها وإلا سيصبحون آثمين إن تركوا حقهم من الميراث, وذلك لأن الميراث هو حق الله سبحانه وتعالى وليس حق البشر, فالميراث هو الفرض الوحيد الذي لم يتركه الله عز وجل لنبي أبداً, بل إن كل حدود الميراث والأنصبة ذكرها الله في سورة النساء, ولذلك لابد أن يبحثوا عن حقهم وحق أمهم ولا يتركوه لخالهم وخاصةً إذا جحد هذا الحق فكيف أن يكون الترك له.
ووجه الشيخ أشرف رسالة إلى الخال وإلى أي إنسان يجحد حقوق الناس بقول الله تعالى ” وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ” فبعض الناس يستطيعون قلب الحقائق من خلال السلفة دون ورقة إثبات, والقاضي يحكم من خلال الأوراق التي أمامه, مستشهداً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال ” إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ”, مؤكداً أن هذا الموضوع في غاية الخطورة, والصدقة لا تنقص المال, فما بال تعطيل حد من حدود الله والذي يجحد حق الآخر.