هند حسني .. نجوم صغيرة من زمن فات
كتبت : نهى مرسي
في زمن الفن الصادق وبلغة فصحى كانت معاني الحكاية يديرها نجوم في سن الزهور ولكنهم نضجوا فنياً قبل أن يبلغوا سن المراهقة، ولكونهم تمرسوا الفن وتعلموا على يد فنانين كبار، ولهذا السبب فقد بدأوا كباراً بفنهم، وفي ثوب الطفولة كانوا يعبرون نافذة القلب لجموع الجماهير وبقيت ذكراهم خالدة بأعمال راقية تحمل من القيم والمفاهيم الواجب تعليمها وبالرغم من ابتعادهم عن مجال الفن منذ فترة ليست بالقليلة إلا أنهم قد قدموا ما لن ينساه الجيل الذي تربى على إبداعهم ونشأ علي أخلاقيات ومفاهيم قيمية ربما قل وجودها أو اندثرت في غياهب الحداثة وفي إطار التحول نحو ومضة وبريق النجاح اللحظي بعيداً عن الأثر الذي تخلفه قيمة العمل، ويبقى لنا أن نعيد الخطوة وأن نحاول إيجاد من لديه القدرة والقناعة ليستثمر في فن الأطفال ويقدم الفرصة لنصنع فن يخاطب القيمة قبل المادة وبهذا يتكون جيل جديد من أصحاب القيم الراقية.
وفي إطار توثيق دور هؤلاء النجوم الصغار الذين أثروا الفن والدراما التليفزيونية بأعمال غاية في التميز ومن بين هؤلاء النجوم:
هند حسني
من يستطيع أن ينسي الفنانة “هند حسني”، والتي عبرت عن براءة الطفولة من خلال أداء فني راقي وبمشاركة أهل الفن من نجوم السينما والمسرح والدراما التليفزيونية حيث تألقت “هند حسني” من خلال المسرح في فترتي الثمانينات والتسعينيات، وكانت بداية موهبتها في مرحلة الطفولة من خلال مشاركتها في مسرحية “مصنع الشكولاتة” من إخراج الفنان المبدع “السيد راضي”، وكانت البطولة للفنانة “هالة فاخر”، ” أبوبكر عزت”، وتلي ذلك مشاركتها في مسرحية “هالة حبيبتي” عام 1985، والتي كان لها الأثر البالغ في تعلق الجمهور بها وبموهبتها.
كما أنها قد شاركت في العديد من الأعمال الفنية ما بين سينما ومسرح وتلفزيون، وكان من أهم الأعمال التي شاركت فيها نذكر على سبيل المثال فيلم ” العذراء والعقرب”، وفيلم “الستات، وفيلم “ماما نور، وقد شاركت “هند” في طفولتها بمجموعة أدوار أمام كبار نجوم الفن وأشهرهم خلال فترة الثمانينات، لذا كان لها الحظ في الإشتراك في 22 عمل فني وكان في بداية خطواتها الفنية مشاركتها في فيلم “المطاردة الأخيرة” مع الفنان عزت العلايلي والفنانة ليلى علوى، وكان عمرها في ذلك الوقت حوالي 3 سنوات ونصف، وكانت مشاركتها من الأعمال الفنية سبباً في تحملها المسئولية برغم صغر سنها في ذلك الوقت حيث أنها قد تعلمت كيف توازن بين مواعيد التصوير ومواعيد دراستها بداية من سن 5 سنوات
ومن المواقف الطريفة التي مرت بالفنانة ” هند حسني ” خلال مشاركتها في مسرحية “هالة حبيبتي” بمدينة الإسكندرية، وكانت “هند” قد حضرت بصحبة مجموعة الأطفال المشاركة بصحبة أسرهم، وأثناء سفرهم إلى الإسكندرية قرروا القيام بجولة في المدينة الأول، ولسوء حظهم أنهم قد ضلوا الطريق مما تسبب في وصولهم للمسرح في التاسعة إلا عشر دقائق، وكان من المفترض أن دورها في المسرحية أنها تمثل قيامها بالنوم في السرير والفنانة سناء يونس تقول نمرة 5 فين فتستيقظ “هند” وتقول نص حوارها، ولكن ما حدث هو أن الفنانة “سناء يونس”، ظلت تنادي عليها عدة مرات وهى غارقة في سبات عميق من أثر التعب، فقلق عليها الفنان “فؤاد المهندس” خوفاً من أن يكون قد أصابها أي مكروه، فطلب من المسؤولين إغلاق الستار، وأقترب أحد العاملين من “هند” ليوقظها، فانتفضت مرة واحدة وقالت السيناريو كله في لحظة.
وبالطبع هذه كانت من المواقف الطريفة والتي تتذكرها دوماً ولا تنساها لكونها إحدى ذكرياتها التي اقتطفتها من بستان إبداعها خلال سنوات طفولتها.
وبالطبع كانت دراسة “هند حسني” مرتبطة بمجال موهبتها حيث أنها قد تخرجت من كلية الآداب قسم المسرح، وقد تزوجت وأنجبت طفلين، وغابت “هند” عن الأضواء ما يقرب من 35 عام، ولكنها قررت العودة للظهور بعد انتشار مقطع فيديو على السوشيال ميديا ولا تتعدى مدته الدقيقتين، وكانت قد ظهرت فيه مع المحاور “مفيد فوزي” وهو يحاورها ولكنها كانت مشغولة بأكل الحلوى فسألها مش خايفة من زيادة الوزن؟ فردت عليه بتلقائية وبراءة “تأخذ واحدة؟” ومنذ وقت عرض الفيديو ومع تكرار تداوله من خلال رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عادت لنا الذكري لهذه الطفلة رقم 5 في مسرحية “هالة حبيبتي” بعد غيابها الطويل، وقد عللت الفنانة ” هند حسني” سبب توقفها عن التمثيل، بكونها ظلت متواجدة في الوسط الفني وكان لها مشاركات في أعمال فنية حتى دخولها الجامعة، ولكنها لم تتحمل مزيداً من الصبر حتى تكمل مشوارها الفني، ولكنها تتمني أن تعود من جديد لعالم الفن لو أتيحت لها الفرصة من خلال أعمال جيدة وموضوعات هادفة.
ولكون تلك الفترة الزمنية كانت تجمع نجوم ونجمات في سن الطفولة لذا لن يغيب عن أذهاننا
وربما ليست لكل حكاية نهاية لذا أعتقد أن هذا الجيل من الفنانين قد بدأ السعي نحو عالم النجومية في سن صغير، وسيعقبهم الكثير والكثير ليكونوا نجوم المستقبل ويظل حب الفن هو الرابط الذي يجمعهم ويوثق نجاحهم واذا كنا قد اخترنا بعض الرموز منهم فهذا يعني انه لدينا الكثير لكي نتحدث عنه في المرات القادمة وعلى صفحات عالم النجوم يظهر بريق ونجاح كل النجوم.