حمدي رزق يكتب.. سودان يا أخت بلادى
يلخص الشاعر السودانى الدكتور «تاج السر الحسن» الحكاية، حكاية شعب وادى النيل فى قصيدته الذائعة «أنشودة آسيا وإفريقيا»:
«مصر يا أخت بلادى.. يا شقيقة
يا رياضًا عذبة النبع وريقة.. يا حقيقة..
مصر يا أم جمال.. أم صابرْ/ ملء روحى أنت يا أخت بلادى/ سوف نجتث من الوادى من الأعادى..».
جسر جوى من خمس طائرات نقل عسكرية محملة بأطنان من المساعدات الإغاثية على مدار عدة أيام، اشتملت على كميات كبيرة من الخيام والبطاطين والمواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية المقدمة من وزارتى الدفاع والصحة والسكان المصرية إلى جمهورية السودان الشقيقة للمساهمة فى تخفيف الأعباء عن كاهل الأشقاء السودانيين.
كلك شهامه وكرامة/ يا راية فوق كل راية
إنتى لحبيبك سلامة ( يا أغلى اسم فى الوجود يا مصر/ كلمات إسماعيل الحبروك).
واجب مستوجب، من شقيق كبير يعرف الواجب، ويؤديه على وقته دون مَنٍّ وَلَا أَذًى، جسر المساعدات المصرية لإخوتنا فى السودان متواصل، لا ينقطع نهر الخير من أهل الخير لأهل الخير.
مصر لا تتخلى عن أشقائها فى المحن، حتى يجتازوا محنتهم فى مواجهة السيول، مصر كريمة، ومهما فاتت عليها المحن، وياما دقت على الرؤوس طبول، مصر تمد يدها للقريب والبعيد بالخير، بالمحبة، ورغم الأزمة، وضيق ذات اليد، والتحديات الاقتصادية القاسية، لا تتأخر عن العون، متى تأخرت وهى عنوان الكرم؟.
جسر المساعدات الجوية المصرى إلى أشقائنا يترجم إنسانيا بأن هذه دولة تعى حق الأشقاء، لهم فى القلب محبة، وترعى حقوق الجوار ولا تجور، عطفتها تعبر عن حضارة راقية، ودليل على المعانى المتجذرة فى هذا الشعب الصابر على المحن، ولا يشيح بوجهه ولا يتلهى عن الهم الإنسانى بضائقة اقتصادية، المصرى يطلعها من بقه ليشبع القريب والبعيد.
لا تطبيل ولا شخاليل، مصر يقودها قائد محترم يسير على قواعد أخلاقية حاكمة مستمدة من تراث عريق للدبلوماسية المصرية التى تتمتع بحسن السيرة عالميا، تمد اليد بالسلام، وتفقه فقه السلام، وتواجه الإرهاب ما استطاعت، وتحمل الغرم ولا تتململ، ولا تضجر، وتحتضن المحبين أبدا لا تطلق عليهم لاجئين، لهم فى مصر ما للمصريين، حقوق وواجبات، وجامعات ومدارس ومستشفيات وفرص عمل، يقتسمون اللقمة مغموسة بعرق العافية.
مصر الكبيرة يقودها رجل بحجم مصر، وتسلك سلوك الدول المتحضرة، والمساعدات الإنسانية للسودان ولغيرها من دول الجوار، أو البعيدة، ليست مَنًّا، ولا يتبعها أَذًى، وليست بمقابل أو ننتظر مقابلا، بل هى كرم مصرى خالص، وما عرفت مصر إلا بالكرم.. وعظيمة يا مصر يا أرض النعم/ يا مهد الحضارة يا بحر الكرم/ نيلك دا سكر جوك معطر/ بدرك منور بين الأمم.
وفى الختام، وكما أنشد طيب الذكر الشيخ الأستاذ «محمد سعيد العباسى»: «مصرٌ وما مصرٌ سوى الشمس التى بهرت بثاقب نورها كل الورى/ ولقد سعيت لها فكنت كأنما أسعى لطيبة أو إلى أم القرى».