حمدي رزق يكتب: ليست سداحًا مداحًا!!
يزف إلينا الأستاذ «طارق العوضى»، عضو لجنة العفو الرئاسى، خبر الإفراج عن أكبر دفعة من المحبوسين احتياطيًا، بواقع ٧٠ محبوسًا نالوا حريتهم بالعفو الرئاسى، رويدًا رويدًا.. نقترب من الألف من المفرج عنهم منذ إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى فى (٢٦ إبريل الماضى).
مهم حديث العوضى فى مداخلته مع الزميلة «قصواء الخلالى»، على قناة cbc، مشيدًا بمبادرة الرئيس السيسى، وجهد مؤسسة الرئاسة التى تتابع تفعيل المبادرة لحظة بلحظة، وكذا مجهود النائب العام، حيث تبذل النيابة العامة مجهودات فوق العادة للإفراج عن أكبر عدد ممكن من المحبوسين.
يلفتنا العوضى إلى أن هناك منظومة مصرية خالصة فى وزارة الداخلية وقطاع الأمن الوطنى ومصلحة السجون عنوانها «هذا الوطن يتسع للجميع».. والتعبير بليغ ويحمل رسالة، واللبيب بالإشارة يفهم.. فيعقل القول.
يلزم الاحتفاء بهذا الرقم (ألف سجين)، والشكر واجب مستوجب لكل من يسهم ويساهم فى هذه المبادرة الرحيمة، علمًا بأن هناك إفراجات تتم بعيدًا عن هذه المبادرة، وبإحصاء شخصى، نحو ستة عشر ألف سجين (جنائى) نالوا عفوًا مستحقًا، خلال العامين الماضيين، بناء على دراسات أمنية وعدلية (قضائية) وتنفيذًا لقرارات رئاسية عطوفة، الحمد لله.
توقف مستوجب، متوالية الإفراجات فى السجون المصرية التى لاتزال تتعامى عنها وتنكرها منصات عقورة داخلية وخارجية، وتصر إصرارًا مرضيًا على حديث السجون، وتهرف بأرقام عجيبة ومريبة، وتلوكها كعلكة ممجوجة طعنًا فى المبادرة، وسواها من إفراجات جماعية وفردية بإرادة وطنية نافذة.
يلزم القول إن الإفراجات تتم بروية ووفق رؤية إصلاحية، وبلا ضوضاء ولا ضجيج سياسى، تفعيل استحقاق العفو، تطبيقًا لأطر السياسات العقابية بمفهومها الحديث، التأهيل أولًا للانخراط المجتمعى ابتداءً.
ولمن يوثقون، الأرقام فى قرارات الإفراجات منشورة فى «الجريدة الرسمية»، وهى دليل على ما نقول، والمعنى الكامن فى الأرقام المعلنة يترجم هكذا إذا شئنا الترجمة الأمينة، هذه القرارات تبرهن على إرادة دولة قوية، لا تخضع لأصحاب الأصوات العالية الزاعقة الرامية إلى تسويد وجه السجون المصرية.
افتكاس الأفلام الهابطة عن حال السجون المصرية التى تُشيّرها منظمات حقوقية بعينها، لتصدر بيانات مبنية على افتراءات، تهندسها جماعات وجمعيات إخوانية داخلية عقورة.
ويضغطون دوليًا للإفراج عن مساجين الإخوان الإرهابية، للعلم السجون تفرج عن مساجين لا تفرج عن إرهابيين!
مصر أولى بشبابها الذين تنكبوا الطريق القويم، وإذا استقاموا حقهم فرصة ثانية بكرم إنسانى، وليس بضغط من جماعات عقورة تتربص بِنَا الدوائر لتقتنص خروجات لإرهابيين أياديهم ملوثة بالدماء.
الرسالة المصرية تقول: قرارات العفو ليست مرتهنة بضغوطات خارجية أو داخلية أو صعبانيات وبكائيات إخوانية، معلوم دموع الإخوان كدموع التماسيح تسيل من عيون وقحة.
الأصوات الزاعقة لا تمنعنا من تمنى المزيد من قرارات الإفراجات بالعفو الرئاسى وفق شروطها الأمنية والعدلية المستقرة فى قوانين تتبعها لوائح قطاع السجون، الإفراجات تحاط باحترازات قانونية شديدة الصرامة، وقرارات العفو الرئاسية محكومة بالقانون، ليست سداحًا مداحًا كما يظنون توهمًا.