حكمة أحمد رجب .. بقلم: حمدى رزق
من مأثورات طيب الذكر عمدة الساخرين “أحمد رجب”: “أمدح وطنى ويشتمونى.. خَيْرٌ مليون مرة.. من أن أشتم وطنى ويمدحونى” ..
لو تمتع كل مصرى بهكذا خلق رفيع لتغير وجه الفيس الذى يزخر بالشتم واللعن والقدح في الوطن، طلبا للإعجابات، تترجم ليكات، وتعليقات، وظهورات فيسبوكية، البعض يرسم نفسه معارضا عقورا، ويصادر على الآخرين كونهم يخشون على وطنهم، ويمدحون وطنهم، كما نهضم معارضتك، لمًا تبصق في وجوه الآخرين .
المحبون لأغلي اسم فى الوجود لم يرتكبوا الكبيرة، حتى يحط عليهم المعارضون، كل يحب الوطن على طريقته الخاصة، فلا تصادر محبة الآخرين، ولا تحط على المحبين، وكما يحترمون رفضك، ويتفهمونه، مستوجب احترام تأييدهم، وتفهم دوافعهم فى تأييد ما يرونه صائبا..
اختلافهم رحمة بالوطن، فقط بإحترام الاختلاف، وفى سياق وطني خلوا من اتهامات الخيانة والتخوين، آفة حارتنا التخوين، ومرض الآخرين طال العصب، فيروس التخوين كالعدوى ينتشر فى الفضاء الإلكتروني.
الحوار الوطني المرتجي مستوجب قواعد حاكمة، خلوا ابتداء وانتهاء من آفة التخوين، التخوين يدمر فكرة الحوار، يحيله إلى “خوار”، مطلوب “الحوار وليس الخوار”، الحوار فعل رشيد، الخوار فعل كريه، الخوار ينهى الحوار قبل أن يبدأ، ونحن فى طريق الحوار أرجو أن يتراجع الخوار والصياح استهجانا فى مواجهة دعوات الحوار الوطنى .
إطلاق الحوار المحترم ضرورة مستوجبة، الوطن يسع الجميع، ويستوجب استصحاب المختلف فكريا، الوطن فى أمس الحاجة لأفكار شبابه وخبرة شيوخه فى هذه اللحظة الفارقة بين جمهورية استنفذت أهدافها، وجمهورية جديدة يبزغ فجرها الجديد .
أعلم أن دعوة الحوار على وقتها، ستخضع للتأويلات والتفسيرات والفكرة التآمرية المسيطرة على الذهنية التى يستبطنها المرجفون فى المدينة، بغية اجهاضها فى مهدها.
الحوار كاشف لأعداء الدولة المصرية، ضوء باهر ينير سماء الوطن ويفزع طيور الظلام الكامنة فى اقبيتها المسحورة .
طريقنا واحد، وكما رفد النهر بماء عذب، من الغايات الوطنية العليا تجميع روافد النهر فى المجرى الرئيسى لمضاعفة الغلة الفكرية، سيكون الحصاد وفيرا إذا خلصت النوايا .
قاعدة الوطن للجميع و يتسع للجميع، أساسية وليت المؤتمنين على الفكرة الرئاسية يستبطنون المعني الكامن فى الدعوة الرئاسية، ويسصحبون كل صاحب رأى، ولو مختلف، وكل فكرة ولو خارج الصندوق .
الأفكار تتلاقح، والقطوف دانية، فقط استثمار الأفكار الجديدة فيما ينفع ناس هذا الوطن، مستوجب الاِحتِشاد حول قضايا الوطن فى مشروعات المستقبل، كل قرار وطنى يستوجب الوقوف على مسوغاته، الحوارات الشعبية الجادة مستوجبة، والفائدة متحققة، فرصة لاستنطاق المشروعات والقرارات وتجليتها أمام الرأى العام، وفرصة لاستبصار البدائل المتاحة، طالما الحوار فى سياق المصلحة العامة.
مثل هذه الحوارات المجتمعية علامة صحة، عافية، وعلى الحكومة ألا تضيق صدرا بل تسهم بقسط وافر فى توفير المعلومات الغائبة، اظنها “الفريضة الغائبة” وتترجم شراكة المجتمع والحكومة فى منظومة القرارات التى تمس الصالح العام .
استصحاب الافكار الناضجة صارت ضرورة مستوجبة، ولطالما المصلحة واحدة فلمَ استنكاف الحوار من قبل البعض، من يضيق بالحوار عليه أن يفسح الطريق للنهر جاريا.
وقبل وبعد مستوجب على الحكومة الانفتاح على الآراء الأخرى، حتى الرافضة، وبحث حيثيات الرفض طالما على أرضية وطنية، لا أحد يمتلك الحقيقة كاملة.. ويصادرها، الحقيقة أن تمكن من يطلبها إلى طلبه بالحقائق والمعلومات وصاحب العقل يميز الغث من السمين، وفى الأخير المصلحة واحدة مصلحة الوطن والمواطن.