مقالات

حمدي رزق يكتب: سامى سعيد القطعانى

حمدي رزق يكتب: سامى سعيد القطعانى

حمدي رزق يكتب: سامى سعيد القطعانى
حمدي رزق

أقل واجب شارة الحداد السوداء على أَذْرُع لاعبى الكرة هذا الأسبوع مستوجبة فى جميع المباريات فى مختلف المسابقات الكروية، حزنًا على وفاة لاعب نادى مطروح «سامى سعيد القطعانى».

خبر جد حزين، يُحزن عشاق الساحرة المستديرة، ألف رحمة ونور كابتن سامى، سقط مغشيًا عليه فى أرض الملعب لعرض مرضى مفاجئ، مختنقًا بالعًا لسانه.. ورغم ما بذله رجال الإسعاف من جهد جهيد لإنقاذه، فاضت روحه إلى بارئها وسط بكاء ونحيب لاعبى الفريقين والجمهور. لم تكتمل المباراة (بين مركز شباب مطروح والسلوم)، ألغيت قبل ربع الساعة من نهايتها بصافرة حزينة من حكم المباراة الذى حاول إنقاذه.. مشيئة الله نافذة.

الله يرحمه، لن أتحدث عن ظروف الوفاة، ولا عن كفاءة الأجهزة الطبية المعنية فى فرق دوريات المظاليم، وتوافر المساعدات الطبية، تحديدا سيارات الإسعاف، وكانت الإسعاف بلونها المميز ظاهرة فى الصور المنشورة، ربما لو توافرت ظروف وعناية أفضل، لكنها إرادة الله، «فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ» (الأعراف / ٣٤ ).

هناك واجب مستوجب على إدارة نادى مطروح، تخليد اسم «سامى سعيد القطعانى» بإطلاقه على ملعب مركز شباب مطروح الذى شهد وفاته، كما أطلقت عائلة ساويرس الأصيلة اسم المرحوم «خالد بشارة» على ملعب «الجونة».. أطلقوا من فضلكم اسم القطعانى على الملعب، فيترحم عليه كل من يسمع اسمه، لاعبون وفنيون وإداريون وجمهور.

وواجب مستوجب فى عنق مسؤولى اتحاد الكرة (الجبلاية) ورابطة الأندية إقامة مباراة تكريمية تحمل بعض الذكرى والتقدير للاعب كرة لعبها، عشقها، مات وهو يلعبها فى تنافس شريف فى دورى الدرجة الثالثة، ليس تحت الأضواء، هناك من يعشق الكرة ويعطيها روحه حبًا دون عقود مليونية ولا بدلات بألوف مؤلفة.. لاعبو الدرجات (الثانية والثالثة والرابعة) هواة بلا تأمينات تعينهم على البقاء فى الملاعب، وأسرهم فى حالة العجز أو الرحيب.

حسنًا فعل اتحاد الجبلاية، وفد من الاتحاد فى مراسم الجنازة، والبحث جارٍ لتقديم مساعدات مالية لأسرة اللاعب، وواجب على أندية القمة العزاء وتقديم الدعم المعنوى لنادى مطروح ولاعبيه وأسرة الفقيد.

صحيح نادى مطروح ليس ساطعًا على الخارطة الكروية، ولكن هناك ما يسمى أخلاقيات الكرة والروح الرياضية.. إذا لم يفعلها الأهلى والزمالك والاتحاد والإسماعيلى، فمن يفعلها؟، هل نترك الحزن مخيما فى القسم الثالث ونحن نلهو ونلعب، وعنهم غافلون؟!.

وواجب مستوجب على من فتح الله عليه من نجوم ومشاهير وأثرياء الكرة تبرُّع سخىّ على سبيل العون والمساعدة والطبطبة على ظهر أسرته. (القطعانى يبلغ من العمر ٣٦ عاما، وكان يعمل مدرس تربية رياضية، ولديه ٤ أبناء أكبرهم فى الصف الثالث الثانوى وأصغرهم يبلغ من العمر عامين ونصف).

وبينهم كرماء، بعض من التعويض عن فقد حزين.. صحيح كنوز الأرض لا تعوض فقدًا عزيزًا، ولكن تعبير عن مشاعر طيبة، ومؤازرة، وتطييب وجبر خواطر.

إنسانية كرة القدم تتجلى فى مثل هذه اللحظات المؤلمة، ونشهد منها قصصًا على المستوى العالمى، ولسنا أقل إنسانية.

المرحوم سامى سعيد القطعانى وافته المنية فى الملعب قضاءً وقدرًا.. أظنه يستحق بعض التكريم.. والبقاء لله، والصبر والسلوان لأسرته الطيبة.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى