حمدي رزق يكتب: أعمال سياحية
وتفاعلت الدكتورة «رانيا المشاط»، وزيرة التعاون الدولى، مع تدوينة تغريدة لافتة لعملاق التكنولوجيا «إيلون ماسك»، وكتبت عبر حسابها الشخصى على تويتر: «شاركنا فى معرفة أسرار الحضارة المصرية لتطّلع على كثير من القصص التى لم تُرْوَ بزيارة المتحف المصرى الكبير، الذى يضم المجموعة الكاملة لآثار وكنوز الملك توت عنخ آمون، التى لم تُشاهَد من قبل.. ستكون تجربة متفردة واستثنائية.. مصر ترحب بك».
بحذق لم تُمرر الوزيرة المشاط تغريدة «إيلون ماسك» على تويتر، معلقًا على مقطع فيديو لمعبد دندرة بالأقصر، رائج على حسابات تويتر، ويحمل عنوان Weird and Terrifying، «غريب ومريب» ليعلق ماسك: «مصر القديمة كانت متوهجة»، وألحق التغريدة بصورة (إيموجي) للنار.
وجهت الوزيرة المشاط الدعوة لـ«إيلون ماسك» لزيارة مصر، فليتبنَّ وزير السياحة والآثار «أحمد عيسى» الدعوة، ويوجه دعوة رسمية وليست «تويترية» إلى ماسك للزيارة، وإعداد برنامج أثرى سياحى برؤية مدهشة، يذهل ماسك، المفتون أصلًا بالحضارة الفرعونية القديمة، ويغرد بدهشة عليها.
استثمار دهشة ماسك، استثمار نجومية «ماسك» جيدًا فى الترويج عالميًّا للسياحة الأثرية فى مصر، فرصة وسنحت ومستوجب استثمارها.
ماسك ليس شخصًا نافذًا بل مؤسسة عالمية تمشى على قدمين، واستثمار دهشته أفضل ألف مرة من برامج سياحية أثرية مصرية ينفق عليها ملايين الدولارات.
الفلورز (المتابعون) لماسك بالملايين حول العالم، ويمكن عبر ماسك إثارة دهشتهم تجاه الحضارة الفرعونية ما يترجم مردودًا سياحيًّا نحن فى أمَسّ الحاجة إليه.
(حساب ماسك على تويتر، @ElonMusk، يتابعه نحو ١٢٠ مليون متابع ما يجعله بالفعل ثانى أكثر الحسابات متابعة على الموقع بعد حساب الرئيس الأمريكى الأسبق «باراك أوباما» الذى يتابعه ١٣٠ مليون شخص).
لا أظن ماسك سيتجاهل مثل هذه الدعوة الرسمية، والفرصة سانحة قبيل الافتتاح العالمى للمتحف الكبير، بل سيكون داعية لهذا المتحف، الذى يتشوق إليه المهووسون بالحضارة الفرعونية حول العالم، ولربما صار من رعاة المتحف، الذى يوثق لفجر الحضارة الإنسانية.
فى الجوار ينفقون إنفاق مَن لا يخشى الفقر ترويجًا ودعاية لبلادهم، ويستقدمون نجوم العالم فى الفنون والرياضة والآداب والعلوم للتنوير على منجزهم، والنقلة الحضارية التى باتوا عليها، ونحن نملك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من ثروات أثرية، ومقاصد سياحية، ومنجزات حضارية، لو أُحسن استغلالها عالميًّا لبلغت مصر هدفها السياحى المقدر بـ(٣٠ مليون سائح)، حسب خطة الوزير عيسى.
ورغم العكوسات الأرضية التى تعوق الوصول إلى الرقم السحرى، فإن دعوة «ماسك» ومثلها دعوات توجه لنخبة عالمية من النجوم ترتقى بالخطط السياحية إلى ما تصبو إليه، وأخيرًا مصر كانت مقصدًا لعروض أزياء لافتة لبرندات عالمية، قصدت ترويج علاماتها التجارية تحت سفح الأهرامات وبين أعمدة الأقصر السامقة.
فتح المقاصد السياحية لمثل هذه المناسبات السياحية العالمية، وفتح المجال أمام تصوير الأفلام السينمائية، والوثائقية، والمسلسلات المصرية والعالمية، ضرورة لترويج المقاصد السياحية المصرية عالميًّا، فضلًا عن تمكين اليوتيوبرز المختصين فى الترويج السياحى والرحلات العابرة للحدود من برامجهم الاستكشافية فى عمق الحضارة الفرعونية.
السياحة التركية اعتمدت المسلسلات التاريخية والترفيهية، على خلفية قصور الخلافة، ومصر متخمة بمقاصير الفراعنة ومعابدهم، ومساجدها وكنائسها وأديرتها ورحلة العائلة المقدسة، وقصور العصر الملكى، ووو.. مصر تملك ثلث آثار العالم (خلاف ما هو تحت الاستكشاف).. فقط تنقصنا رؤية سياحية لرقم الـ٣٠ مليون سائح، الرقم السحرى يحتاج لرؤية سياحية وليس أعمالًا سحرية.
