مقالات

حمدي رزق يكتب: تبطين الترع!

حمدي رزق يكتب: تبطين الترع!

حمدي رزق يكتب: تبطين الترع!
حمدي رزق

طلب منى المستشار «حسن عمر» مراجعة تصريح منسوب لوزير الرى والموارد المائية، «هانى سويلم»، يقول فيه: «تبطين الترع إهدار للمال العام!».

وأرفق رسالته بتغريدة. عقرب سام من عقارب جماعة الإخوان يبخ سُمًّا فى مياه الترع التى عادت تجرى مجددًا بعد أن كانت قد تحولت إلى مصارف شبه مغلقة من الإهمال، ما خلّف أطنانًا من المخلفات عبر عقود، تمنع الجريان، ومأوى للحشرات والزواحف، وتنقل الأمراض، وتفقد المياه بالبخر تحت أشعة الشمس.

التغريدة المُفخَّخة، التى تتحدث بشماتة عن فشل المشروع القومى لتبطين الترع، اتكأت على تصريح (ملفق) للوزير سويلم، ما أقلق المستشار الجليل (حسن عمر). ورغم علمى التام بكذب التصريح، وتحت إلحاح

(المستشار) لأن قنوات وصفحات الإخوان والمؤلَّفة قلوبهم شغالة عليه نار، فى سياق حملتها على جميع المشروعات القومية تبديدًا وتهوينًا وإجهاضًا فى الفضاء العام.

ولا يُنبئك مثل خبير، أُحيل المستشار إلى مقال الخبير الدكتور «نادر نورالدين»، أمس، فى «الأهرام»، تحت عنوان: «تبطين الترع وتقليل الفجوة المائية»، ثم تاليًا إلى تصريح الوزير سويلم على «صدى البلد» بشأن المشروع قائلًا: «الدولة استثمرت فى تبطين الترع، وهو مشروع لم يحدث فى تاريخ مصر.. ونعمل على تعظيم الاستفادة من كل قطرة مياه».

المشروع، رغم أنف الحاقدين، الأكبر على مستوى العالم لإعادة تأهيل الترع، التى لم تنزلها كراكة منذ أيام محمد على، يحدث فى مصر الآن تبطين نحو ٢٠ ألف كيلومتر من الترع، لأول مرة فى تاريخ مصر، لتحقيق العدالة فى توزيع المياه، ورفع كفاءة الأراضى فى المناطق التى تم فيها تبطين الترع.

ورقميًّا، يهدف مشروع تبطين الترع والمصارف إلى إنقاذ ما بين ١٥ و١٩ مليار متر مكعب من المياه، يتم هدرها فى الشبكة المائية على طول مجرى النيل من الموارد المائية سواء من نهر النيل أو من الأمطار أو المياه الجوفية أو المعالجة، كما يساعد على رفع كفاءة الرى فى الأراضى من ٥٠ إلى ٧٥٪ من الرى بالغمر، ويعمل على زيادة إنتاجية ما لا يقل عن ٢٥٠ ألف فدان من الأراضى الطينية، وتوفير نصف مليون فرصة عمل.

رجعت إلى نص تصريح الوزير، (منشور فى المصرى اليوم وكافة الصحف والمواقع)، وجاء خلال الجلسة العامة لمجلس النواب يوم (الثلاثاء ١٧ يناير الجارى) لمناقشة طلبات إحاطة وأسئلة برلمانية، وقال الوزير نصًّا إنه «لا يمكن تبطين (كل الترع) بالخرسانة لأنه إهدار للمال العام، ولكن الأهم أن تقوم الترعة بوظيفتها».

وأكد أن (تبطين المصارف) خطأ فنى يجب عدم الوقوع فيه، ولكن يجب تطهيرها وعدم انهيار الجسور، وصيانتها دوريًّا.

التصريح دقيق وليس فيه لبس، الوزير يقول: (لا يمكن تبطين كل الترع)، يقصد النهايات الطرفية للترع (المساقى)، و(تبطين المصارف خطأ فنى)، وبعض النواب كان قد طلب تبطين المساقى والمصارف، فى سياق المشروع، والوزير يرد فنيًّا وهندسيًّا، وبوضوح، لم يَصِم الوزير (الذى لم أتشرف بمعرفته) المشروع بالفشل، أو إهدار المال العام، بل وزارة الرى تستثمر فى المرحلة الثانية فقط نحو ١٣ مليار جنيه من أجل توفير ٥ مليارات مياه تُفقد فى طريقها للحقول.

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى