هل تحولت السعودية من أرض للعظماء والفاتحين إلى ملتقى للفارغين
كتب/ محمد كامل الباز
منذ أقل من شهر وجدنا بلاد الحجاز تنتفض على بكرة أبيها، فرحة عارمة فى كل أنحاء المملكة، تفاخر واحتفالات شملت كل مكان، الصحف الخليجية تتحدث، البرامج الحوارية تغطى، لو أنك جديد فى البلد واستيقظت على ذلك تظن أن السعودية أصبحت أكبر اقتصاد عالمى مثلا، استطاعت تصنيع سلاح نووى رادع يكون صمام أمان للأمة كلها، من الممكن أن يكون سبب تلك الفرحة حصول مخترع سعودى على جائزة نوبل فى الكيمياء، لكن عندما تصحو من حلمك تجد أن كل تلك الانبهارات بسبب ارتداء كريستيانو رونالدو قميص النصر السعودى !! هل هذا معقول؟؟ الكلام هنا على لسان الشارع العربى والسعودى يتساءل، هل سنجد الدون وجه لوجه فى المدرجات، هل سنقابله فى المطاعم والفنادق، هل هذه حقيقة ستطأ ارضنا قدمى رونالدو ومازال الكلام للشارع السعودى !! لكن ساجيبك يا اخى عن اندهاشك وذهولك من لمس كريستيانو أرض بلادك الطاهرة، نعم كريستيانو فى النصر السعودى وسيقيم فى أرض الحرمين ولكن هل هذا أشرف من لمس أرضكم ؟ تعالى معى لنذهب فى تاريخ البلاد كى أعط لك امثلة ممن لمس تلك الارض من مئات السنين،
لمس تلك الارض رجل يدعى عبدالله بن أبى قحافة وُصف أن اُيمانه لو وزن مع إيمان أمة متخيل أمة بأكملها يرجح كافة هذا الرجل،
تواجد فى تلك الارض خليفة من شدة عدله فى الحكم كان يخاف على حقوق الحيوان حين قال لو تعثرت بغلة فى العراق سُئلت عنها، هذا الخليفة هو فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضي الله
تواجد أيضاً على هذه الارض رجل من علو أخلاقه ومكانته كانت تستحي منه الملائكة !! هو الرجل الجواد عثمان بن عفان رضي الله عنه كيف يكون هذا الرجل كى تستحي منه ملائكة الله التى لا تذنب، الامثلة اكثر من أن تعد أو تحصى ولكن سأذكر منها أفضلها و اعلاها قاطبة وهو سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم الذى خرج من مكة شرفها الله، خاتم النبيين والرحمة المهداة الذى تقع الأمة كلها فى ميزانه يوم القيامة الرجل الذى بلغ الرسالة وأدى الأمانة وكانت شفاعته سبب فى دخولك الجنة، نسى العرب والمسلمون أن أرض الحرمين أخرجت من تحكموا فى مصير العالم كله منذ مئات السنين، أخرجت من حكم العالم وكان يستعطفه قياصرة الغرب واكاسرة الشرق، بعد كل هذا تعكف تلك الأرض على إقامة الاحتفالات لقدوم لاعب اجنبى على أرضها لن يجد له مكان فى التاريخ ولو فى هامشه، أرض انجبت العظماء والبلغاء، خرج منها كل هؤلاء العمالقة و الأباطرة، كيف لها أن تحتفى بهؤلاء الغرباء، تاريخنا متخم بالعظماء الابطال، ليس به مكان أن نضع الأقزام وأشباه الرجال.