د. محمد كامل الباز يكتب: شيزوفرينيا
من المعتاد أن الأمراض النفسية تقع خارج طائلة الأمراض المعدية، لكن يبدو أن الانفصام المجتمعى الذى أصُيب به الكثير الآن قد تحول لفيروس انتشر للكثير، نتجول فى معظم صفحات التواصل الاجتماعى تجد الأستاذ الدكتور حسام موافى أصبح تريند على الكثير منها، الأخبار والبرامج ليس لها حديث سوى أنه كيف لرجل العلم الجليل أن يشارك فى إعطاء شهادة الدكتوراة الغامضة لفنانة، اللافت للنظر أن الدكتور المبجل خرج فى البرامج يدافع عن نفسه قِبل الحرب التى شُنت عليه بل ويقسم أنه لا يعرف شىء عن الموضوع حيث سلمت عليه الفنانة وهو رد لها التحية وليس فى ذلك شىء، أخذ الموضوع الكثير من الجدل فى كل وسائل الإعلام، سؤال هنا للجماهير والمتابعين الذين رفضوا رفض بات تصرف الأستاذ المحترم بل عابوا عليه لدرجة جعلته يبرر وجوده فى مكان تواجد الفنانة، من الذى وضع تلك الفنانة فى صفوة المجتمع؟
من الذى يحرص على متابعة أخبارها وحياتها ؟ لمن تزوجت ؟ لماذا طلقت؟ عند من قامت بتغيير تسريحة شعرها؟ منتهى الانفصام المجتمعى تشعر كأنك مع جمهور فى السوشيال ميديا يعط لك دروسا فى الأخلاق والقيم ثم يرتدى هذا الجمهور طاقية الإخفاء عند وجود المهرجانات والاحتفالات، بل عند الذهاب للسينمات، يخجل الكثير من إعلان متابعة محمد رمضان ويصف ذلك بالفراغ الفكرى والاخلاقى ويؤكد أن رمضان نموذج للبلطجة ونشر القيم الهدامة ثم تجد الفنان متربع على الترند والايرادات فى اعماله، يؤكد هذا انه من العقليه والحكمة ما يجعله يعزف عن مشاهدة جعفر العمدة وعندما يتناقش معك تجده متابع لكل تفاصيل المسلسل، ثم يأتي فى بوست على الفيس يشعرك بعمقه ودسامة عقله و يندهش من تكريم الفنانين والمطربين وتراجع العلماء، تخرج تلك السيدة لتتكلم عن الأزمة الاقتصادية التى نعيش بها وتشتكى من مرار العيش وتجدها متواجدة فى مقدمة الصف لحفلة عمرو دياب التى يتجاوز بها سعر الفرد الاف الجنيهات، شيزوفرينيا تحتاج للتأمل من علماء النفس، قسم جديد من الانفصام لابد لكلية الطب أن تتعرف عليه، بل للأسف سيزيد من صعوبة مناهجهم وطولها ذلك النوع الغريب من الانفصام، لم يفكر لحظة ذلك المستنكر على عالم جليل لتواجده مع فنانة أنه هو السبب فيما وصلت له تلك الفنانة، لم يفكر لحظة ذلك الناقد( نامبر وان) أنه هو السبب فيما وصل إليه بحرصه الدائم على الدخول لمتابعة أخباره ومشاهدة اعماله بدلا من متابعة ماهو أبقى وأفضل، بالتأكيد من يملئ قاعات العرض والمسارح والحفلات المبالغ فى ثمنها ليسوا أشباح أو أناس من كوكب آخر، بلا شك أن الملايين الذين يتابعون صفحات المشاهير ثم ينتقدون أفعالهم ليسو كائنات فضائية بل هم أشخاص عاديين نتمنى منهم نصيحة أنفسهم بدل من توجيه اللوم للفنان الفلاني أو المطرب العلانى كى لا تزيد كمية الدروس لطلبة كلية الطب ويدفعون ثمنها وقتاً وجهدا.