حمدي رزق يكتب: خارطة طريق استثمارية
على سبيل التمنى، رجال المال والأعمال كانوا يمنون أنفسهم بتمثيل أكبر فى تشكيلة المجلس الأعلى للاستثمار، أكثر من التمثيل الذى تقرر فحسب بـ(رئيس مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات ومؤسسات المستثمرين).
كانوا يتمنون تمثيل اتحاد الغرف التجارية، واتحاد المصدرين، وجمعية رجال الأعمال، التمنى مشروع فى سياق رغبة وطنية عارمة لتهيئة مناخ صحى جاذب للاستثمار الوطنى والعربى والأجنبى، نهضة الاستثمار الوطنى عنوان جاذب للاستثمار الأجنبى، والمستثمرون الوطنيون رسل الفرص الاستثمارية الواعدة إلى العالم.
يمكن التعويض عن ضعف التمثيل بلجان مشتركة بين الحكومة ممثلة فى المجلس الأعلى للاستثمار، وجمعيات وتجمعات رجال المال والأعمال، يجتمعون تواليًا على هدف طموح، بيئة صحية للاستثمار، يرسمون خطوط الخريطة الاستثمارية.
مصر فى أمَسّ الحاجة إلى رسم «خارطة طريق استثمارية» تلبى شواغل المستثمرين، وتجيب عن أسئلة رجال المال والأعمال، وترسل رسالة بعلم الوصول إلى رؤوس الأموال عالميًّا، مصر موئل الاستثمار الواعد، بلد الفرص الكبيرة.
المستثمرون يمنون النفس بنفرة المجلس بقوامه الجديد لإنجاز فروض المرحلة، وتجاوز العكوسات البيروقراطية، التى كلفت الدولة كثيرًا من الفرص الاستثمارية الواعدة.
ما صدر من حزمة تسهيلات استثمارية، عالجها ببراعة الخبير فى الاستثمار، الدكتور «زياد بهاء الدين» فى مقالة فى «المصرى اليوم» الأسبوع الماضى تحت عنوان استفهامى «قرارات استثمارية عليا جديدة.. ماذا ننتظر منها؟».
المقال يؤشر على نهج استثمارى جديد مدعومًا بإرادة سياسية فى محاولة حثيثة لجذب الاستثمارات فى ظل منافسة إقليمية ضارية على جذب الاستثمارات الهائمة بحثًا عن مرفأ أمن ينعم بالاستقرار، ومصر عنوان للاستقرار فى منطقة تعانى اضطرابًا طاردًا للاستثمار.
التفاؤل الحذر الذى يغشى رجال المال والأعمال والصناع والتجار مصدره ترؤس الرئيس السيسى للمجلس فى تشكيلته الجديدة، وهذا يترجم توفُّر القيادة السياسية على تهيئة أفضل المناخات لجذب الاستثمارات، تجاوزًا لتداعيات مرحلة خانقة للاستثمار.
رجال الأعمال المصريون الجادون متشوقون لمرحلة استثمارية واعدة، والفرصة سانحة والرئيس منفتح على الأفكار البَنّاءة، ولا تخلو جعبة المستثمرين من أفكار خلاقة بحكم خبرتهم بالأسواق المالية، وهذا من قبيل تكامل الأدوار وتلاقح الأفكار.
«اللى إيده فى السوق يقينًا يعرف أكثر» بحكم الخبرة، ومناخ الاستثمار قوامه الثقة والإحساس بالأمان والاستقرار فى السياسات، وكف الأيدى المرتعشة عن التحكم فى مفاصل الاستثمار ناهيك عن حوافزه المقررة رئاسيًّا.
معلوم أن البيروقراطية العريقة فى التعويق عدو لدود للاستثمار، والبيروقراطية المصرية تعطل المراكب فى البحر والبر وفى أجواز الفضاء، وكم عانى المستثمرون عكوسات البيروقراطية، وتفرق أوراق المستثمرين بين الوزارات والمحافظات، ما يكلفهم كثيرًا من الفرص السانحة لرفد الاقتصاد الوطنى بالاستثمار الوطنى الجاذب للاستثمار من خارج الحدود.
رجال المال والأعمال والصناع والتجار مدعوون إلى مرحلة جديدة، بناء على التفاؤل (دون حذر)، فالوطن فى أمَسّ الحاجة إلى نفرتهم للاستثمار فى وطنهم، والطريق معبدة بإرادة سياسية مجسدة، ونواتج الاجتماع الافتتاحى للمجلس الأعلى للاستثمار تَشِى بنقلة نوعية تستحق الدعم والمساندة، (راجعوا مقال الدكتور زياد بهاء الدين المشار إليه أعلاه).