السر وراء حزن و وفاة “محمد فوزي”.. في ذكرى ميلاده
كتبت / رانيا درويش
الفنان و المطرب المصري ” محمد فوزى” ولد فى مثل هذا اليوم 15 أغسطس عام 1918، في قرية كفر أبو جندى التابعة لمركز قطور محافظة الغربية.
درس الموسيقى في معهد فؤاد الأول، ثم ذهب للقاهرة عام 1938 حيث بدأ في الغناء في فرقة بديعة مصابني والتي تعرف فيها على الفنان فريد الأطرش الذي كان البداية الحقيقية للانضمام إلى عالم الفن حتى أشتهر وكون علاقات عديدة ما جعله يصل إلى كبار الشعراء وكتاب الأغاني بشكل سريع حتى أستطاع أن يلحن جميع أعماله الغنائية بنفسه منها أغنية ماما زمانها جاية، ذهب الليل، حبيبي وعينيه، شحات الغرام، حتى بلغ رصيده ما يقرب من 400 أغنية 300 أغنية منها غنيت في الأفلام.
قام بالتلحين للعديد من مطربي عصره أمثال محمد عبد المطلب ،ليلى مراد ،هدى سلطان أخته، وغيرهم الكثير.
لقب بـ عبقرى و رائد الموسيقى الشبابية المتجددة فقد كانت الألحان التي يقدمها من نوع السهل الممتنع لأنها تتصف بالبساطة والبهجة والعمق في ذات الوقت ، صاحب موهبة في الألحان والغناء والتوزيع ، فكان حريصا على دمج الإيقاعات الشرقية إلى جانب الغربية
وكان أول من قدم اللون الفرانكو في الأغنية العربية في أغنية “يا مصطفى”، والتي غناها برونو مورى شقيق الفنانة العالمية داليدا و المطرب بوب عزام في عام 1961، إلا أن بعد ظهور الأغنية في السينما في فيلم ، الحب كده انطلقت عشرات النسخ من هذه الأغنية مترجمة إلى العديد من اللغات منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية وصولا إلى اللغة الأردية، كما قدم بعدها أغنية فرانكو أراب أيضا وهي فطومة أنا قلبي حبك .
” محمد فوزى ” عمل بطولة أكثر من ثلاثين فيلماً سينمائياً أبرزهم فيلم سيف الجلاد 1944، فاطمة وماريكا وراشيل 1949، الآنسة ماما 1950 ، نهاية قصة 1951، ورد الغرام 1952 ، يا حلاوة الحب 1952 ابن للإيجار 1953، ثورة المدينة 1955، ليلى بنت الشاطئ 1959.
أسس محمد فوزي شركة مصر فون للأسطوانات عام 1958 ، حيث كانت لها الفضل الكبير في نشر الأغنية المصرية والمطربين المصريين في ربوع المنطقة العربية كلها ولكن جاء الزعيم عبدالناصر ليقوم بتأميمها وتعيينه مديراً عليها بمرتب 100 جنيه شهرياً مما أصابه بالحزن الشديد والإنكسار وتلك الصدمة كانت هي بداية لإصابته بالمرض الذي رحل بعده بفترة بسيطة.
مرض ” محمد فوزى ” كان نادراً وشخصيته النادرة حتى لقب مرضه بإسم مرض محمد فوزى ، وأكدوا الأطباء أن مرضه هو تليف الغشاء البروتيني الخلفي مرض يصيب الغشاء الداخلى المبطن للتجويف الداخلي للبطن، ويحدث هذا المرض نتيجة الإصابة بأمراض فيروسية داخل البطن وأخذ الكثير من الأدوية والمسكنات وقد ينتج عنه ارتفاع فى الضغط والفشل الكلوي او ضيق فى الشرايين وضمور فى الأمعاء .
ورحل بعد معاناة شديدة مع المرض فى 20 أكتوبر 1966، عن عمر ناهز 48 عاماً، ورغم مرور كل تلك السنوات بقى بأعماله الفنية والغنائية النادرة التى يعشقها الملايين وكأنه لم يرحل عن دنيانا أبداً .