“ماكولي كولكن”.. الطفل الذي كاد أن يكون بيتر بان
كتبت / روز توفيق انور
المُواظبة على مُشاهدة أفلام “home Alone” في نهاية كل عام لن تجعل “ماكولي كولكن” نسخة من “بيتر بان” بالتأكيد،
قد يظن البعض أن “ماكولي كولكن” الشهير بشخصية الطفل كيفن ماكيلستر في سلسلة أفلام “وحدي في المنزل” “Home Alone” هو “بيتر بان”، ومن يعرف الحكاية الخيالية، يعلم أن “بيتر بان” فتى يعيش في طفولة أبدية، ولا يكبر أبدًا، وقد نشر “ماكولي” في أغسطس 2020 تغريدة كتب فيها: “أهلًا يا رفاق، هل تريدون أن تشعروا بالتقدم في السن؟ عمري 40 عامًا. مرحبًا بكم.”. أصبحت التغريدة واحدة من أكثر التغريدات انتشارا؛ فهناك أجيال شعرت أن أيقونة طفولتها كبر في السن، ووصل إلى مرحلة الكُهولة، وهذا ينقلهم أيضًا إلى خانة كِبار السن، ويدفع جيل التسعينيات إلى التساؤل بدهشة: كيف أصبح طفل فيلم “وحدي في المنزل” 40 عامًا؟
حصل “ماكولي كولكن” على نجمة في ممشي المشاهير في لوس أنجلوس قبل أيام، وانضم اسمه إلى قائمة من ألاف المُبدعين الذين حصلوا على هذا التكريم الرمزي، من البشر وغير البشر (هناك نجوم لميكي ماوس، وويني الدبدوب، وشخصيات مؤثرة خيالية أخرى في نفس الممشى).
مرت 33 عامًا على عرض فيلم “وحدي في المنزل”، وهو السبب الأهم وراء منح “ماكولي كولكن” نجمته؛ فهو على مستوى الإنجاز الفني لم يصنع فيلم أخر بأهمية “وحدي في المنزل”، ومسيرته في هوليوود توقفت تقريبًا بعد عام 1995، وهو العام الذي بلغ عمره 15 عامًا، ودخل مرحلة المراهقة.
فقد “كولكن” ملامح الطفل الأشقر البريء، وأصبح شخص أخر في مرحلتي المراهقة والشباب، وانتقلت أخباره من صفحات الفن إلى صفحات النميمة والفضائح؛ ضبط أكثر من مرة وبصحبته أنواع مختلفة من المُخدرات الممنوعة، وسُجن مدّة وجيزة، ولم يعد بعدها إلى الفن بنفس ألق وبهجة أدواره الأولى.
بدأ “ماكولي” التمثيل في سن صغيرة للغاية، أول ظهور سينمائي له وعمره أربع سنوات، وقبل “وحدي في المنزل” برزت موهبته في عدد من الأعمال؛ أبرزها دوره في فيلم “العم باك” “Uncle Buck”، بطولة “جون كاندي” واخراج “جون هيوز”، وقد كتب “هيوز” فيلم “وحدي في المنزل” من أجل “ماكولي كولكن”، ورغم ذلك لم يفرض هذا الاختيار على مخرج الفيلم “كريس كولمبس”، وبعد اختبار مئات من الأطفال وجد “كولمبس” أن “ماكولي” هو أنسب ممثل مُلائم لبطولة “وحدي في المنزل”.
مدّة ذروة نجاح “ماكولي كولكن” لم تتجاوز أربع سنوات، قدم خلالها عدد من الأفلام؛ منها سلسلة الكوميديا “وحدي في المنزل”، وفيلم رومانسي عن الحب الأول بعنوان “فتاتي” “My Girl”، والمُراهق الشرير في فيلم الإثارة النفسية “الابن الطيب” “The Good Son”، وفيلم “ريتشي ريتش” “Richie Rich”، وهو فيلم ضعيف، ويُمثل بداية خفوت وهج الطفل “ماكولي كولكن”؛ لقد حصل على جائزة التوتة الذهبية لأسوأ أداء عن هذا الفيلم عام 1995.
ظهر في حوالي ستة أفلام خلال العقدين الأخيرين، ولم يلفت أي منها نظر جمهوره، وظل دوره الأيقوني هو أداء شخصية كيفن ماكيلستر في فيلم “وحدي في المنزل”؛ طفل في العاشرة يعيش مع عائلة صاخبة كثيرة العدد، وقد سافرت العائلة لقضاء عطلة الكريسماس في باريس، وتركوه خلفهم – دون قصد – وحيداً في منزله في ضاحية راقية في شيكاغو.