دينا شرف الدين تكتب: “إسرائيل ” إلي زوال
إن كانت إسرائيل إلي زوال، فهل نحفظ بقائنا؟..
” إسرائيل لن تبقي للجيل القادم “
كانت الجملة السابقة لمسؤول أمني كبير بإسرائيل (يوفال ديسكين) الرئيس السابق لجهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك ) بمقاله في صحيفة يديعوت أحرونوت منذ قرابة العام ، إذ أن أزمة كورونا علي حد قوله قد طرحت سؤالاً وجودياً ألا و هو :
{هل تتمتع إسرائيل بالتماسك الإجتماعي و المرونة الإقتصادية و القوة العسكرية و الأمنية التي ستضمن وجودها للجيل القادم ؟}
حيث أوضح أن الإنقسام بين الإسرائيليين يزداد عمقاً ، كما أصبح هذا الإنقسام بين اليمين و اليسار مهيمناً أكثر بكثير من الخلاف بين اليهود و العرب ، فضلاً عن انتشار الفساد في الحكومة و ضعف التضامن الإجتماعي .
إستوقفتني تلك المقالة الهامة لأحد أهم كبار المسؤولين بدولة إسرائيل ، و التي تعد شهادة لشاهد من أهلها .
و ها هي الأحداث الراهنة بحرب غزة تثبت و تؤكد مدي ضعف وهشاشة و خواء هذه الأسطورة المسماة بإسرائيل ،و التي تم العمل علي تأسيسها و جلب أناس من كافة أنحاء العالم ليكونوا شعباً لها بدعم و تمويل شياطين الغرب و مباركتهم و حمايتهم المستمرة، لكنهم بالنهاية لن يتمكنوا من خلق دولة و كيان متماسك و شعب منتمي.
إذ أن المعركة الحالية مع المقاومة الفلسطينية و التي بها ندية و انتصارات كبيرة للمقاومة ، هي معركة غير متكافئة علي كافة المستويات ، و التي جمع لها كبار جيوش الأرض العدة و العتاد و أحدث الأسلحة لمقاومة عدد قليل يحمل أسلحة بسيطة و لا يمتلك بجعبته حتي دبابة ، و مع ذلك يرتعد أمامهم جنود الصهاينة و يفرون بعدما امتلئت قلوبهم رعباً.
أما نحن كمنطقة عربية باتت أجزاء كبيرة منها ممزقة و دولاً ذات حيثية و قوة إقليمية في حالة انهيار تام ، و كانت هناك تلك الشوكة التي استوطنت المنطقة لتؤرق هدوئها و تقض مضجعها و تثير القلق و تبث السموم من خلال عمليات غير منقطعة من التعديات علي أراضي و مقدرات الدول المجاورة لتتوسع قدر استطاعتها الغير محدودة علي حساب أمن و استقرار تلك الدول علي رأسها فلسطين مسرح الأحداث .
أي أننا كدول عربية لم يغمض لنا جفن و لم نعد ننعم بهذا الأمان و ذاك الهدوء منذ تم زرع تلك الشوكة المدعومة من أكبر قوي الأرض .
آي نعم : ما زالت عمليات التنغيص الإسرائيلية مستمرة و التطاولات التي ينتج عنها خراباً يتبعه خراب و أرواح تزهق دون حتي قضية حقيقية تستدعي الشهادة ، إذ أنها مجرد عمليات استنزاف غادرة لضمان التخريب و التضعيف و التشتيت لدول الجوار استمراراً لفرد العضلات و إظهار العين الحمرا .
و لكن : أعتقد أن ماعانيناه كمنطقة عربية بالعقد الماضي تحديداً منذ قيام ما يسمي بثورات الربيع العربي المنظمة ضمن خطة كبيرة تحرك خيوطها أطراف كثيرة و ترمي بآخرين من المأجورين إلي جانب المنتفعين و خدام الشياطين ليظهروا بالصورة التي تخفي بخلفيتها ما كان أخطر و أعظم .
ما يؤكد لنا أنها دائرة كبيرة تتوسطها إسرائيل و الجماعات المتطرفة التي تم الدفع بها لدرء الشبهات عن طفلة الدولة العظمي المدللة التي زرعتها لتشتت الشمل العربي ، ثم جاءت المرحلة التالية من الخطة بتصدير الذقون و الجلابيب و الوجوه المنفرة باسم الدين لاستكمال نفس المسيرة بداخل نفس الدائرة .
نعم : ففي هذا التوقيت الحرج من عمر أمة العرب و في أوج تدهورها و ضربها بالإرهاب الأسود الذي تم تصديرة و تمويله و توطينه بأراضيها بفعل فاعل أظن أنه قد كشف عن وجهه و نزع عنه الحجاب بتبجح و كِبر و تحدي غير مسبوق فضلاً عن انهيار أهم و أكبر دول المنطقة العربية و تفككها إلي دويلات متناحرة دينياً و مذهبياً مستغرقة حتي الآذان في عمليات القتال و التكفير و إراقة دماء بعضهم البعض ، لتخلو الساحة أمام الصهاينة بدعم غير متوقف مادياً و معنوياً من الولايات المتحدة الصهيونية لإتمام إحدي خطط بني صهيون طويلة المدي في غفلة من الأمة العربية التي كان من المفترض أن تفوق قوتها كل الأمم !
هل لنا من وقفة : نعيد بها ترتيب أوراقنا و تحسين أوضاعنا بناءً علي تلك الإشارات الهامة التي تشير إلي وجود خلل ما تسبب بالضعف داخل المجتمع الإسرائيلي و الذي كما شهد شاهد من أهله ربما لا يستمر وجوده لجيل قادم كدولة قوية متماسكة لها من القدرة أن تسيطر و تحرك من حولها بدول المنطقة ؟
فهل ننتهز الفرصة لربما نستطيع الإتحاد الحقيقي بين دول المنطقة من استقر علي حاله و احتفظ بتماسكه و قوته و من فقدها ثم استعادها و من فقدها و ما زال يعاني الخراب و الإنهيار ،
فنحن كدول عربية إن تمكنا حقاً من التوحد و التلاحم ككتلة واحدة مترامية الأطراف متشاركة إقتصادياً و سياسياً و اجتماعياً لها اتحاد فاعل يتحدث بلسان واحد و توجه واحد و لهجة شديدة ناتجة عن قوة هذا الإتحاد الذي أحلم و أتمني أن يكون أشد قوة و أكثر تماسكاً من اتحاد أوروبا ،
آنذاك: سنصبح قوة يتحسب لها جبابرة الأرض و أباطرة العالم ، و ستتحول تلك الشوكة التي باتت من الضعف الداخلي قابلة للكسر و الإستكانة أمام قوتنا التي لم و لن تفوقها قوة حال ان تعلمنا الدرس و اتحدنا بحق .
نهاية :
فكل ما حدث و ما يحدث كان بأيدينا نحن لا بيد عمرو.. فهل تستفيق الأمة العربية من غفلتها بفرصة أخيرة قبل فوات الأوان ؟