حمدي رزق يكتب: البابا والشريفة أزهار!
«فَالَّذِى جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ»، والله جمع المصريين على المحبة، والمحبة لا تسقط أبدا، والمحبة سر هذا الوطن، من أسراره المقدسة.. ولولا فيض المحبة يغمر الأرض الطيبة، ما كتب لهذا الوطن البقاء.
قداسة البابا «تواضروس الثانى»، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نزل هاشا باشا من منصة افتتاح كنيسة «القديس الأنبا إبرام» بدير العزب بمحافظة الفيوم، لمصافحة السيدة «الشريفة أزهار» التى سعت إلى الكنيسة رغم تقدم سنها، وظرفها الصحى للتهنئة بالكنيسة الجديدة، والترحيب بقداسته بين أهله وناسه.
الرمزية فى القصة، ما بين المصريين من محبة عميق ضارب بجذوره فى الأرض الطيبة، صورة البابا مرحبا بالشريفة أزهار تترجم محبة، محبة من سيدة سعت بمحبة لتلون حفل تدشين كنيسة بالمحبة، ومحبة من البابا الذى قابل المحبة بمحبة نزولا من منصته تواضعا لجميل صنيعها.
كلمات البابا فى حفل تدشين الكنيسة معبرة عما يكنه بابا المصريين من محبة للمصريين جميعا، وفى وصفه «رجل المحبة».. والصورة، بل والصور تباعا تبرهن على ما نقول، وتترجم الوصف محبة فى حب البابا الطيب.
والمحبة عنوان المسيحية، كما أن الرحمة عنوان الإسلام، وفى مصر تمتزج المحبة بالرحمة لتنتج مثل هذه الصور التى تشع ألقا وترسم صورة مصر الحقيقية فى العيون الجميلة.
السيدة «أزهار» عبرت عن مكنون قلبها محبة، دون تكلف ولا رياء، ولم يحرفها عن فطرتها السليمة حديث إفك، ولا فتوى بغيضة، الطيبون لا يسمعون إلا الطيب، ويأنفون الكراهية، مفطورون على الطيبة ويترجمونها أفعالا تمكث فى الأرض.
والبابا تواضروس فطرته سليمة، يعبر عن المسيحية الحقة التى تقول «إن من يحب الله يحب أخاه أيضا». (يوحنا الأولى ٢١:٤)، وكذا «طهروا نفوسكم فى طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية عديمة الرياء، فأحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة». (بطرس الأولى ٤:١).
الشريفة أزهار ضربت مثلا، وبابا المصريين يضرب مثلا، البابا لا يتجمل، يعبر عن مكنون نفسه بصفاء، البابا تواضروس لم يذهب إلى صورة مصنوعة (رياء)، لا تصنعتها السيدة أزهار الشريف، ولا تصنعها البابا.
صورة عفوية تنبض بالمحبة، مثلها كثير بين الأحباب فى وطن المحبة، وأن تعدوا صور المحبة لا تحصوها.
الصورة تجسد ملامح الحالة المصرية، حالة خاصة، حالة محبة، حالة نادرة المثال، عميقة المعانى، السيدة الشريفة تهنئ البابا وعموم الشعب القبطى، والبابا الحنون يطمئن على صحتها، ويكبر جميل صنيعها، وينزلها منزلا كريما، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، والوصية القرآنية «ولا تنسوا الفضل بينكم». (البقرة/ 237).
فى المحروسة الأصلاء الكرماء (من صنف الشريفة أزهار الفاخر) لا يفرقون بين مسلم ومسيحى، ولا يميزون بين المسجد والكنيسة، ويرون المئذنة تحتضن المنارة فى الفضاء، والمسلمون يعتقدون بحق فى الآية الكريمة «وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا». (الحج/ 40).
والكنيسة كالمسجد كالمعبد يذكر فيها اسم الله.. ووجب توقيرها ورعايتها والذود عنها، واسألوا الإمام الأكبر «الدكتور أحمد الطيب» شيخ الأزهر الشريف.. وراجعوا فقه إمام المصريين العلامة «الليث بن سعد» فى موجبات بناء وحماية الكنائس فى الإسلام.
البابا تواضروس يقدم المحبة مسرورا.. والمحبة نعمة، واللى يكرهها يعمى، المحبة نعمة مش خطية.