عاجلعالم الفن

رحلة “شادية” في محاربة سرطان الثدي

رحلة “شادية” في محاربة سرطان الثدي

رحلة "شادية" في محاربة سرطان الثدي
شادية

كتبت / مادونا عادل عدلي 

من كل عام يسلط الضوء دائمًا على أبرز النماذج من النساء الشهيرات اللواتي واجهن وحاربن مرض سرطان الثدي بكل قوتهن

وكيف ساهم المرض في تغيير حياتهن بشكل كبير، ومن بين هؤلاء كانت النجمة الراحلة شادية التي توفيت في نهاية شهر نوفمبر عام 2017، وبالتزامن مع اقتراب ذكرى وفاتها السابعة، دعونا نرصد لكم قصة شادية مع مرض السرطان.

إصابة النجمة الراحلة شادية لم يكن الصدمة الوحيدة في حياتها، لكنها علمت بإصابتها بعد مرورها بأكثر من أزمة في حياتها الخاصة، من بينها أمنيتها بأن تصبح أمًا، حيث إنها بالفعل حملت ثلاث مرات من زوجها الفنان الراحل صلاح ذو الفقار لكن الحمل لم يكتمل.

كذلك صدمتها عندما توفى شقيقها بشكل مفاجئ في الفترة التي كانت متألقة فيها بمسرحية “ريا وسكينة”، لتمر بعدها بأزمة إصابتها بمرض السرطان، حيث إن الفنانة شادية بمجرد أن تم تشخيص حالتها والتي كانت على ما يبدو أنها صعبة في البداية؛ قررت اعتزال التمثيل والتفرغ لحياتها الخاصة والابتعاد عن الأضواء.

ولم تكن إصابة النجمة الراحلة بمرض السرطان هي الأزمة الكبرى في تلك الفترة، لكن قرار الأطباء في مصر بضرورة إجراء جراحة عاجلة ودقيقة؛ كان الأمر الأصعب الذي واجهته شادية في تلك المحنة، فبالفعل أقدمت شادية على تلك الجراحة الصعبة وقتها.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها مجلة “هي” من عائلة الراحلة شادية؛ فإن الفنانة الكبيرة ندمت للغاية على إجراء تلك الجراحة، فبعد أن أجرتها وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية اكتشفت أن تشخص حالتها كان خاطئًا، فلم تكن الحالة تستدعي الخضوع لهذا الإجراء الجراحي.

وندمت شادية كثيرًا على إجراء تلك الجراحة بدون التحقق من رأي أكثر من طبيب آخر، وهو الأمر الذي تسبب في أزمة لها، لكنها نجحت في تخطي تلك الأزمة بعد فترة، كما حرصت الراحلة بعد ذلك على المساهمة في توعية من حولها بضرورة أن يكون هناك ثقافة طبية حول هذا المرض والأمراض الأخرى أيضًا.

شادية بالتزامن مع تلك الأزمة قررت أن تبتعد تمامًا عن الأضواء وتعتزل الحياة الفنية وترتدي الحجاب، إلا أنها كانت كل فترة حريصة على مجاملة عدد من المقربين منها بالتواجد في مناسباتهم المميزة والاحتفال معهم، إضافة إلى أنها قدمت بعض الأغنيات الدينية قبيل الاعتزال التام.

الجدير بالذكر أن شادية اسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال الدين محمد شاكر، وهي ممثلة ومطربة مصرية بدأت رحلتها الفنية في عمر 16 عاما، وخلال مسيرتها الفنية التي انتهت باعتزالها في عام 1984 شاركت في أكثر من 110 أفلام، وقدمت بصوتها مئات الأغنيات، ومثلت في عدد من المسلسلات الإذاعية، ومسرحية واحدة. 

ولدت في منطقة الحلمية الجديدة بالقاهرة، لكن أصولها تعود إلى محافظة الشرقية

وبدأت حياتها الفنية صدفة عندما وقع تحت يد والدها إعلان عن مسابقة تنظمها شركة اتحاد الفنانين التي كونها حلمي رفلة والمصور عبد الحليم نصر في عام 1947 وذلك لاختيار عدد من الوجوه الجديدة للقيام ببطولة الأفلام السينمائية التي ستقوم بإنتاجها الشركة، فاصطحبها والدها لتقديمها إلى لجنة المسابقة، وتحمس لها المخرج أحمد بدرخان، كما قام حلمي رفلة بتبنيها فنيًا وأطلق عليها الاسم الفني (شادية). 

وبدأت شادية مسيرتها الفنية بفيلم (أزهار وأشواك) وكان لها في ذلك الوقت خطها الواضح من خلال تأدية أدوار البنت الدلوعة خفيفة الظل ولذلك أطلقوا عليها في ذلك الوقت (دلوعة الشاشة)، ثم قامت بالتدريج في التغلب على نوعية الأدوار التي تقدمها في السابق لتقدم أدوار مختلفة كليا عما سبق من خلال عدة أفلام مثل (بائعة الخبز، ليلة من عمري، دليلة، المرأة المجهولة). 

وفي ستينيات القرن العشرين كونت ثنائيًا ناجحًا مع الفنان صلاح ذو الفقار من خلال مجموعة من الأفلام منها (عيون سهرانة، أغلى من حياتي، كرامة زوجتي، مراتي مدير عام، عفريت مراتي)، كما قدمت في نفس الحقبة أربع أفلام مقتبسة عن أربع روايات للروائي الكبير نجيب محفوظ، وهي (اللص والكلاب، ميرامار، الطريق، زقاق المدق).

وفي السبعينيات تناقص عدد الأفلام التي شاركت بها، وكان آخر أفلامها هو (لا تسألني من أنا)، وفي منتصف الثمانينات اعتزلت الفن وارتدت الحجاب، ثم توارت عن الأنظار والكاميرات، منصرفة لحياتها الخاصة حتى وافتها المنية في 28 نوفمبر 2017 بعد دخولها في غيبوبة تامة بعد إصابتها بجلطة دماغية، نقلت على إثرها إلى أحد المستشفيات في القاهرة.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى