أمينة رزق القديرة أم السينما والفنانين و راهبة المسرح المصري
أمينة رزق في ذكرى وفاتها نلقي الضوء على أبىز محطات حياتها، نجحت فى أداء أدوار درامية معقدة، يغلب عليها الطابع المأساوى الحزين، كما اشتهرت بأداء دور الأم لمدة طويلة بدءًا من عام 1945 من خلال فيلم “الأم”،
ولم تكن تجاوزت الـ35 من عمرها، وقدّمت الدور فى أفلام منها:
“بداية ونهاية، أرض الأحلام، قنديل أم هاشم، المجرم، التلميذة، وبائعة الخبز”، حتى أُطلق عليها “أم الفنانين“، وكذلك دور الزوجة العاقلة والمضحية من أجل أبنائها، وعُرفت بجديتها أثناء العمل وانضباط مواعيدها
هى أمينة محمد رزق الجعفرى …ولدت في 15 أبريل عام 1910، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية ….والدها كان يعمل تاجرًا للدقيق، التحقت بالمدرسة الابتدائية هناك عام 1916 .
أحبت الفن من خلال مشاهدتها لاحتفالات مولد السيد البدوى… عندما توفى والدها انتقلت مع والدتها إلى العاصمة القاهرة لتلتحق بمدرسة ضياء الشرق الابتدائية، وكان عمرها ثمانى سنوات.
بداية مشوارها الفنى عندما صعدت لأول مرة على خشبة المسرح عام 1922 وهى فى الثانية عشرة من عمرها، حيث اشتركت مع خالتها الفنانة أمينة محمد، والتى كانت تكبرها بعامين فقط،
فى الغناء مع الكورال، فى إحدى مسرحيات فرقة على الكسار بروض الفرج، وانتقلت للعمل مع فرقة رمسيس المسرحية التى أسسها عميد المسرح العربى يوسف وهبى 1924،
فظهرت ممثلةً لأول مرة فى مسرحية “راسبوتين”، وكانت هذه هى بدايتها المسرحية الحقيقية، وبدأ الاعتماد عليها فى معظم الأدوار النسائية للفرقة، وعندما حلّ يوسف وهبى فرقته المسرحية عام 1944،
انضمت إلى الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى .. وعندما ظهر المسرح القومى انضمت إليه 1958 هى ومن تبقى من أعضاء فرقة رمسيس، وأصبحت إحدى بطلاته المرموقات،
وقدّمت مسرحيات عدة منها: “مجنون ليلى، بداية ونهاية، طعام لكل فم، أولاد الفقراء، بنات اليوم، عطيل، رجل الساعة، والدنيا مسرح كبير”.
و بلغ رصيدها المسرحى 210 مسرحيات، ونجحت أيضًا فى الأدوار الكوميدية، ومنها دورها فى مسرحية “إنها حقًا عائلة محترمة” التى عُرضت 1979، مع فؤاد المهندس، وشويكار،
كما شاركت فى مسرحية “السنيورة تكسب” عام 1985، وآخر أعمالها كان اشتراكها فى مسرحية “يا طالع الشجرة” للأديب الكبير توفيق الحكيم، قبل عدة أشهر من وفاتها، ورفضت فى سنواتها الأخيرة فكرة الاعتزال، رغم حادث السيارة الذى تعرضت له وأصابها بكسور فى ساقها.
بدايتها السينمائية
أما بدايتها فى السينما فكانت من عمر السينما نفسها .. حيث قامت بدور فى ثانى الأفلام المصرية “قُبلة فى الصحراء” الذى عُرض عام 1924، إلى أن شاركت فى التمثيل بأول فيلم مصرى ناطق،
وهو “أولاد الذوات” الذى أنتجه يوسف وهبى عام 1932، وتلاحقت بعدها أدوارها على الشاشة الفضية، وبزغ نجمها ونجحت باقتدار فى أن تفصل بين أدائها المسرحى والسينمائى .
ووصلت مشاركتها حوالى 260 فيلما … وأُختير بعض أعمالها مثل “دعاء الكروان”، عن رواية لـطه حسين، من بين أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية.
أبرز أعمالها السينمائية :
فيلم”الدفاع، الدكتور، قلب المرأة، مصطفى كامل، شيء من الخوف، بائعة الخبز، الشموع السوداء، التلميذة، المولد، التوت والنبوت، شفيقة القبطية، البؤساء، وأريد حلًا”.
رصيدها في الدراما
بلغ رصيدها من مسلسلات وسهرات التليفزيون 96 عملًا فنيًا، ومن أهمها: “أوبرا عايدة، للعدالة وجوه كثيرة، أوراق مصرية، السيرة الهلالية، هارون الرشيد، ألف ليلة وليلة، خالتى صفية والدير، عمر بن عبد العزيز، والسيرة العربية”.
وآخرها “أدهم و زينات وثلاث بنات” فى عام وفاتها، وفى الإذاعة 178 عملًا إذاعيًا، ومنها: “رحلة فى الزمن القديم، حياة بلا شاطئ، قلوب تحت الرماد، يا عينى على الصبر، وقصر الشوق”.
ارتبطت امينة بفرقة رمسيس ارتباطًا كبيرًا، ومثّلت فى أغلب مسرحيات يوسف وهبى الذى ارتبطت به أستاذًا وفنانًا وممثلًا، ولم يتزوجها رغم حبها الشديد له و الذى رفضت من أجله الارتباط بأى رجل آخر….و لكنها أدلت بحديث تليفزيونى قالت فيه أنها اضطرت للزواج من ضابطً بسبب إصرار عائلتها عليه و تم طلاقها بعد 11 يومًا من عقد القران .
حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وعيّنها الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك نائبة فى مجلس الشورى عام 1991، بعد أن بلغت الثمانين من العمر.
فى آخر عقدين من حياتها انحسرت أدوارها فى شخصية الجدة أو كبيرة العائلة، حتى توفيت الفنانة أمينة رزق يوم 24 أغسطس عام 2003، عن عمر يناهز 93 عامًا، إثر إصابتها بهبوط حاد فى الدورة الدموية، وشيُّعت جنازتها من مسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين بالجيزة.