سيد عبد الحفيظ خضر .. يكتب: الصبر مفتاح الفرج
في حياتنا نمر بين تعب وشقاء ويحسم علينا الصبر فما بعد الصبر إلا النجاة والحصول على ما نريد فكل مشكلة وضائقة إلا لها حل ولكن علينا ألا نستعجل الأمور من أجل الحل فبعض المشاكل تحتاج إلى وقت وصبر.
ويتساءل الكثير كيف الصبر على البلاء ؟ ونسي قوله تعالى في سورة البقرة: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة:155-157].فمن هذه الآية الكريمة تبين أهمية الصبر على ضيق الحال وعدم وجود الرزق وعلى الحروب والمرض وعلى الغدر وكيد الآخرين .
وللصبر منزلة عظيمة يحصل عليها الصابرون وبينت في آيات القرآن الكريم :-
1- ((ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) سورة النمل آية(96)
2- ((وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)سورة الإنسان آية (12)
3- وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة . رواه الترمذي .
وقد صبر الرسل على البلاء وقد سموا بأولوا العزم على صبرهم وبين قوله تعالى بسورة الأحقاف آية (35)((فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون )
من قصص الأنبياء والرسل مع الصبر كثيرة أذكر منها :-
1- صبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على أذى الكفار وبطشهم حتى جاء وعد الله بالحق.
2- و أيوب الذي تحمل مصاعب كثيرة ولم يشك أبدا إلى أن وصل إلى بر الأمان وعوضه الله بالخير.
3- قصة نوح عليه السلام وما حدث له مع قومه ومع ابنه قال تعالى في سورة هود آية (49) (( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين))
4- كذلك ما وعظ به لقمان ابنه فقال ((واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ))
وأخيرا :-
الصبر مفتاح الفرج كما نردد دائما على ألسنتنا ولكن أين الصابرون والذين ينادون بالصبر فالصبر ثقة بأن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء وعلى أن يبدل الحال للأفضل وفي وقت يقدره عز وجل فالمؤمن حقا لا يحزن ولا يشعر بأنه أقل من غيره ويتذكر دائما أن كل ما يصيبه من قدر مكتوب من الله وعليه الصبر ويحتسب الأجر والثواب من الله تعالى عز وجل ويدعو الله بأن يفتح له باب الخير وختاما أوضح هذا الحديث ((عن أبي صهيب بن سنان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.