أحمد مقلد: نبت الأرض الطيبة وثمرة النجاح هي الوصول للقمة
أحمد مقلد: النجاح لا يأتي بسهولة ولكنه يأتي من عمق التجربة، وفي شكل رد فعل على ما نحمله من خبرات ومهارات ومعارف تؤهلنا للوصول لمراحل ودرجات من النجاح والتميز.
لذا كان هذا العمل الفني والذي أردت من خلاله التعبير عن وصف تجربة كانت في أساس نشأتها فكرة
وهدف وكان بداخل صاحبها إيمان كامل بإمكانية تحقيق الهدف والوصول للنجاح
وذلك من خلال ما يحمله الإنسان من معارف ومهارات وخبرات تدعم الفكرة وتصقل الشكل النهائي لها.
ما هو الهدف؟ وكيف يتحقق بشكل يضمن النجاح؟
ومن ناحية الوصف الشكلي الظاهري لهذا العمل الفني نجد أن إطار الصورة يتضمن إنسان في شكل غير مألوف يغلب عليه القالب الهندسي والمحدود بإطار يُظهر الشكل ويوضح تفاصيله
وبجانب هذا الشكل البشري نجد نبتة أساسها في الأرض وتمتد لتتشابك مع يد هذا الشخص البشري.
ومن ناحية الوصف المتعمق نجد الوجه لهذه الشخصية البشرية ينظر لأعلي وكأنه يتطلع لموقعه في سماء النجومية
ولكن مع هذه النظرة والتي طالت به نحو التطلع للقمة كانت هناك دمعة تقطر من العين لتدلل على ألم المعاناة في الماضي
أو ربما مشاعر السعادة بما وصل له هذا الشخص في سبيل تحقيقه هدفه للنجاح.
ونجد هذا الشخص في مجمل شكله يشبه الآلة وكأنه بما لديه من أجزاء متراكبة موزعة بشكل هندسي
وذلك ربما للدلالة على طبيعة الفعل والتعب في تحدي مصاعب الحياة ولتي تجبرنا في أحياناً كثيرة على أن تتشكل لتتأهل لتحقيق متطلبات المرور من كل أزمة وتحويل المحنة إلى منحة.
وجاء شكل المسمار من ناحية القلب وكأنه يقول لنا رسالة قوية وذلك حتى تدلل على أن المشاعر
ربما تكلف الكثير لذا يجب أن نتحكم في مشاعرنا وأن نحقق التوازن بين القلب والعقل.
الليونة:
وحين نأتي للأطراف نجد هناك ليونة تدلل على السرعة والمرونة في إنجاز الأعمال والحرفية في أداء كل الأعمال التي يتم تكليف هذا الشخص بها
ومن فرط الليونة تداخلت اليد مع هذه النبتة والتي تشبه في تكوينها نباتات الصبار
وهذا ليس مستغرباً لكون هذا الشخص نبت وترعرع في ظروف قهرية ولكي ينجح كان لابد من
أن يقوم بعملية التكيف حتى يتغلب على كل الأزمات وينجح في تحقيق جميع التكليفات.
الأيمان بـ الفكرة:
نهاية الوصف كان لابد من أن نصل لمرحلة التعبير حيث يكون هناك ضرورة للإيمان بكل فكرة نرغب في تحقيقها وأن نحدد نقاط القوة
والضعف في سبيل الوصول لقمة النجاح فيها، ومع تجدد الأحداث تتغير تفاعلاتها وردود أفعالنا.
والمتميز هو من يجيد فن التكيف والتغلب على كل ما يحدث من أفعال غير متوقعة، ونتائج غير وارد حدوثها إلا فيما ندر
وحيث أن حياتنا غير نمطية ومتغيرة الظروف من شخص لأخر لذا وجب أن يكون كل شخص منا لديه معارف علمية ومعارف حياتية ومعارف اجتماعية.
وقراءات في شتى مجالات المعرفة، مع القليل من الندوات التثقيفية والدورات التأهيلية
والدراسات العليا، ومع إنجاز هذا الجانب المهم يكون تحقق عنصر المعرفة بالمشكلة
والهدف وكيفية التخطيط له والتعرف على وسائل تحقيق الهدف وحل كل مشكلة وفق متغيرات الحدث ووفق ما يستجد من فرضيات وأحداث مستجدة.
ولكون العلم يتيح من المعارف ما تضيف لجانب الخبرات والمهارات وتثري الفكر ببدائل الحلول
ومن يسعى للنجاح لابد له أن يتحلى بالصبر والقدرة على التأمل لواقع الحدث
وكيفية تخطي حدوده وإدارة الموقف الصعب والوصول به نحو بر الأمان ووفق بدائل
وحلول مبنية على توقعات ذات فرضيات علمية ومعرفية تحقق الهدف في أقل وقت وبأقل جهد.
ولكننا سبق وسألنا ما هو الهدف؟ فإن الإجابة أن الهدف هو نتيجة نهائية وتكون قابلة للقياس
ويمكن ملاحظتها من خلال القيام بمهمة محددة في زمن محدد، مع الأخذ في الحسبان ضرورة التخطيط الجيد للهدف وكيفية تحقيقه.
ضمان النجاح:
ولكون السؤال الثاني كان في إطار كيف يكون النجاح في تحقيق الهدف بشكل مضمون؟
وأعتقد أن الإجابة عن ذلك السؤال تأتي من خلال كتابة قائمة بالأهداف المرجو تنفيذها
دون النظر لمقدار صعوبة تحقيقها، ويلي ذلك تجنب الأشياء التي تشتت التفكير في إمكانية تحقيق الهدف، ولابد من وضع خطة تتضمن وسائل إنجاز العمل.
أهمية أخذ قسطاً من الراحة:
ومن الضروري أخذ قسط من الراحة في أيام العطلات، حتى لو كان بشكل بسيط
وذلك للتّخطيط فيما سيتم بعد الحصول على تلك الراحة مع ضرورة التوقّف عن التأجيل والتسويف في تحقيق أي مهمة وتكوين فريق عمل يساعد في الوصول إلى النجاح.
ويمكن التعلم من قصص نجاح الآخرين مع تقييم مؤشرات الأداء لما تم بشكل صحيح
ويجب تحفيز الشخص لذاته من خلال تقسيم المهمة الكبرى لأجزاء ويكون كل نجاح مرحلي داعم
لتحقيق ما يليه من نجاحات تكون بمثابة الحافز للإستمرارية في الأداء الداعم لتحقيق الهدف في شكله النهائي.
التخطيط لتحقيق الهدف:
ومع نهاية الوصف والتعبير لهذا العمل الفني أعتقد أن التخطيط الجيد لتحقيق الهدف بشكل قبلي وبعدي ومرحلي
وذلك خلال مراحل التنفيذ يضمن وبشدة نجاح الوصول للهدف بشكل مباشر،
ولكون النجاح صفة المبدعين فإن هاماتهم لا تنحني ونظرتهم تظل موجهة للقمة مهما كانت الصعوبة ومهما كانت نظرة المحيطين حول صعوبة الوصول
لتحقيق الهدف بشكل مباشر وبأسرع وقت وبأقل تكلفة لكون المبدع هو شخص تخطي حدود التقوقع على ذاته
ليتحول إلى شخص متأمل في مستقبله وواقعه ليحقق النجاح لشخصه ويكون قصة ملهمة وداعمة لمن حوله.