كاميليا مابين نشأة بائسة وقصص غرام فاشلة ونهاية مأساوية غامضة
كاميليا واحدة من حسناوات السينما المصرية في عصرها، كانت في هذا الوقت فتاة أحلام الشباب والكبار، ترفت بتعدد العلاقات العاطفية وراودته الكثير من الشائعات، في ذكرى ميلادها وتعرف على حياتها ما بين الفوضى والمأساة .
اسمها الحقيقى “ليليان فيكتور ليفي كوهين ” ولدت في 13 ديسمبر 1919م ،في الإسكندرية وهي من أم مصرية إيطالية و يقال أنها منسوبة للطائفة اليهودية و أما الأب فهو كان يعمل تاجر أقطان إيطالي مسيحي ، هرب إلى روما بعد أن خسر كل أمواله ، فاضطرت الأم أن تنسبها لغيره فنسبت كاميليا و هي طفلة صغيرة إلى يهودي يقيم في بنسيون والدتها على الرغم من أنها قد تم تعميدها مسيحية كاثوليكية بكنيسة القديس يوسف .
بدايتها الفنية
“كاميليا” أكتشفها ، المخرج “أحمد سالم” و خصص لها مدربين للتمثيل. و أساتذة في الإتيكيت ،و اختار لها اسمها الفني “كاميليا” .و بعد أن مضت فترة ،على وعد “أحمد سالم ” لها .ولم ينفذ وعده بأنه سيجعلها نجمة سينمائية ، قررت أن تسلك طريقها في الفن بدون الإعتماد عليه و بفضل علاقاتها الإجتماعية نجحت في الوصول و التعرف على يوسف وهبي الذي كانت بدايتها معه عندما ضمها إلى فيلم “القناع الأحمر” .
سطع نجمها وأصبحت ” كاميليا ” حديث المجلات و الوسط الفني كاميليا كانت تتمتع بالسحر والجاذبية التي ليس لها حدود وكانت متعددة العلاقات وكانت مطمع للكثير من المعجبين الذين كانوا يتمنوا لقائها او التحدث إليها ، و لدرجة أن كان هناك شاب يدعى صلاح الدين الذى أصابه الهوس. من إعجابه بها فذهب إليها وأدعى أنه رجل ثري و يريد إنتاج فيلم لها وتكون هي بطلته ويقوم بدور البطل أمامها .
وبالطبع كانت كاميليا يحلم بالبطولة المطلقة في زاغ بصرها وخصوصاً أن الأجر الذي عرضه عليها كان أجراً خيالي حينها ، وبالفعل بدأ العمل في الفيلم تحت عنوان “ولدي”، وشاركها البطولة أحمد علام، ومحمود المليجي وإسماعيل يس و نجمة إبراهيم وكان ذلك عام 1949م ،وبعد الإنتهاء من التصوير وقبل عرضه على الجمهور، وقع صلاح الدين في قبضة العدالة، واتضح من التحقيقات أنه موظف بسيط يعمل في إحدى الشركات و اختلس مبلغًا كبيرًا من المال لتحقيق حلمه وهو أن يكون بطلاً لفيلم سينمائي أمام معشوقته الجميلة “كاميليا”.
كاميليا قدمت للسينما ما يقرب من 19 عملاً ، منهم ” المليونير ، قمر 14 ، شارع البهلوان ، الستات كده ، بابا عريس ، آخر كدبة ” وغيرهم من أعمال..
وفاتها الغامضة:
توفيت كاميليا في حادث طائرة رحلة 903، التي كانت تستقلها متجهة إلى روما، حيث سقطت الطائرة في الحقول بالبحيرة شمال غرب القاهرة في 31 أغسطس 1950م، ولا يزال تفسير سبب تفجير الطائرة التي سافرت بها غامضًا حتى اليوم وتضاربت الأقاويل بين أنها كانت جاسوسة يهودية وأن حادثها كان مُدبر من المخابرات المصرية أو فجروها الإسرائيليين وهناك من رجح أن تكون مجرد حادث عادي.
انيس منصور ينفي مقتلها:
ويحكى أن الكاتب الكبير أنيس منصور قال بخصوص هذا الحادث المروع ، فيقال أن كاميليا لم تكن ستسافر في تلك الرحلة لعدم وجود أماكن شاغرة و أنها سافرت في آخر لحظة بعد توفر تذكرة للسفر و هي تذكرة أنيس منصور “الأديب و الصحفي الكبير أنيس منصور” الذي أعتذر عن عدم السفر في الساعات الأخيرة قبل إقلاع الطائرة ، و كتب أنيس منصور مقالاً بعنوان “ماتت هي لأحيا أنا ” عن قصة تذكرة الطائرة التي تخلى عنها و اشترتها كاميليا منه لتصعد على الطائرة في رحلتها الأخيرة حيث لقت مصرعها .فى مثل هذا اليوم ! ماتت كاميليا ليعيش أنيس منصور .
يقول الكاتب الكبير أنيس منصور عن سفر كاميليا وموتها : كنت انا ايضا مسافرا، وكنت قد انتقلت لجريدة “الأهرام” بعد أغلاق الحكومة لجريدة المسائية التي كنا نعمل بها وكان كامل الشناوى رئيس تحريرها ،وقبل أن أسافر اتصلت بوالدتي هاتفًيا للأطمئنان عليها ، فلاحظت أن صوتها خافت ،وأنها تحاول ان تغيره للتظاهر أمامى بأنها بصحة جيدة ،لكنها لم تفلح .فقررت الذهاب إليها وبالفعل وجدتها مريضة ، فعدلت عن سفرى، و ذهبت إلى شركة الطيران لأعيد تذكرتى ، وهناك وجدت الناقد الفنى الكبير “حسن إمام عمر” وكانت معه الفنانه “كاميليا” وعرفت أنها كانت تريد السفر إلا أنها لم تجد مكانا لها فأعطيتها تذكرتى ،وكان ما كان.