جمال البشرة السمراء فخر الطبيعة ونعمة لا تُقدّر بثمن
كتبت / دنيا أحمد
في عالم لا يزال يتأثر بمفاهيم الجمال المُستوردة والصور النمطية الإعلامية، تظل البشرة السمراء رمزًا للأصالة والقوة والجمال الطبيعي الذي لا يخبو. وبينما تُعتبر بعض درجات البشرة “مثالية” في مجتمعات معينة مثل سيريلانكا المعاصرة، فإن هذا التفضيل ليس وليد اللحظة، بل له جذوره في معايير جمالية تاريخية تعود إلى حقب قديمة. غير أن الإسلام، منذ قرون، قدّم رؤية عادلة وثابتة عن كرامة الإنسان وقيمته، لا تقوم على لون بشرته، بل على تقواه وعمله، كما في قول النبي ﷺ:
«لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى».
في هذا المقال، نسلّط الضوء على مميزات البشرة السمراء، من النواحي الجمالية والصحية والثقافية، ونحتفي بهذه النعمة الإلهية التي كثيرًا ما ظُلمت في معايير التفضيل السطحية.
مميزات البشرة السمراء:
1. مقاومة طبيعية لأشعة الشمس
البشرة السمراء تحتوي على نسبة أعلى من الميلانين، وهو الصباغ الطبيعي الذي يوفر حماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما يقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد ويبطئ من علامات الشيخوخة.
2. شباب يدوم أطول
تُعرف البشرة السمراء بأنها أقل عرضة للتجاعيد المبكرة بفضل بنيتها الأقوى وكثافتها الأعلى للكولاجين، ما يجعلها تحافظ على شبابها لفترة أطول مقارنة بالبشرة الفاتحة.
3. تنوع جمالي غني
البشرة السمراء تتميز بمرونة كبيرة في التفاعل مع ألوان المكياج، الملابس، والإكسسوارات، ما يمنح أصحابها حرية كبيرة في إبراز جمالهم بطرق متعددة. ألوان كالذهبي، البرونزي، والألوان الزاهية تبرز على البشرة السمراء بجاذبية لافتة.
4. عمق في التعبير الثقافي
العديد من الثقافات في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية تحتفي بالبشرة السمراء، وتعتبرها رمزًا للهوية والانتماء، وتمثّل شخصيات بارزة في الأدب والفن والسياسة رمزًا لهذا الجمال الفريد.
5. قوة وصلابة
ترتبط البشرة السمراء في الوعي الجمعي بالقوة والتحمل، وغالبًا ما يُنظر لأصحابها على أنهم أصحاب طاقة ومثابرة، وهي صورة تستند إلى واقع تجارب كثيرة في مختلف المجتمعات.
السياق الثقافي في سيريلانكا:
رغم أن معايير الجمال في المجتمع السيريلانكي المعاصر تميل إلى تفضيل البشرة الفاتحة، إلا أن هذا الانحياز ليس جديدًا، بل يرتبط بتاريخ طويل من التأثر بمفاهيم قديمة للجمال والطبقية. ومع ذلك، بدأت حملات التوعية والجمال الطبيعي تعيد الاعتبار للبشرة السمراء في الخطاب العام، وتكرّس مفهوم الجمال الشامل المتنوع.
فـ لنعلم ان البشرة السمراء ليست مجرد لون، بل انعكاس لهوية وتاريخ وجمال طبيعي لا تصنعه المساحيق. في زمن ترتفع فيه الأصوات ضد التمييز، نعود إلى حديث النبي ﷺ الخالد الذي وضع الإنسانية كلها على ميزان واحد: “إلا بالتقوى”. فكل بشرة خلقها الله جميلة، وكل إنسان كريم بما يحمل في قلبه، لا بما يظهر في لونه.
