“الشيخ الشعراوي” بين الحكمة والأسرار.. أشهر أقواله وسر حبسه في شبابه
كتابة: دنيا أحمد
الشيخ محمد متولي الشعراوي، أحد أبرز علماء الأزهر في القرن العشرين، وُصف بأنه “إمام الدعاة” لما تمتع به من أسلوب فريد في تفسير القرآن الكريم بأسلوب مبسط يصل إلى جميع الفئات، فجمع بين فصاحة اللغة وعُمق الفهم وصدق الإحساس. لم يكن مجرد عالم ديني، بل كان ظاهرة ثقافية وإعلامية أثرت في وعي الشعوب العربية.
أشهر أقوال الشيخ الشعراوي:
من خلال دروسه وتفاسيره، انتشرت العديد من الأقوال التي بقيت خالدة في أذهان الناس، ومن أبرزها:
• “إذا رأيت فقيرًا في بلاد المسلمين، فاعلم أن هناك غنيًّا سرق حقه.”
دعوة للعدالة الاجتماعية وتأكيد على مسؤولية الأغنياء تجاه المجتمع.
• “لا تحزن إن منع الله عنك شيئا تحبه، فلو علمتم كيف يدبر الله أموركم لذابت قلوبكم من محبته.”
حكمة ربانية في تسليم الأمور لله والثقة بحكمته.
• “استقِم كما أُمرت، لا كما رغبت.”
دعوة للاستقامة والثبات لا بحسب الأهواء، بل بحسب ما أمر الله.
• “الابتلاء هو امتحان من الله، لكن لا يأتي إلا لمن يُحبهم.”
نظرة متفائلة للبلاء، تُحفّز المؤمن على الصبر والرضا.
• “من ابتغى صديقًا بلا عيب، عاش وحيدًا.”
حكمة إنسانية عميقة تدعو لقبول الآخر بعيوبه.
لماذا تم حبسه؟
ما لا يعرفه كثيرون هو أن الشيخ الشعراوي دخل السجن في شبابه، ولكن ليس بسبب دعوة دينية أو موقف فكري، بل نتيجة نشاطه السياسي حين كان طالبًا في الأزهر.
في أربعينيات القرن الماضي، ومع تصاعد حركة الطلاب ضد الاحتلال البريطاني، كان الشعراوي ناشطًا في العمل الطلابي والسياسي، وشارك في إحدى المظاهرات الاحتجاجية، مما أدى إلى القبض عليه وسجنه لفترة قصيرة.
وبحسب بعض الروايات، فقد سُجن بسبب رفضه لسياسات الاحتلال ووقوفه ضد الاستبداد، وهو ما جعله في مصاف المفكرين المتفاعلين مع قضايا الوطن لا المنعزلين عنها.
شخصية جامعة
جمع الشيخ الشعراوي بين العلم والدعوة والوطنية، فكان مفسرًا للقرآن ومدافعًا عن قضايا الأمة، وأصبح رمزًا للخطاب الديني الوسطي المعتدل.
استطاع بأسلوبه الجذاب أن يقرّب معاني القرآن إلى العامة، وحظي بحبٍ شعبي لا يزال حاضرًا حتى اليوم، رغم رحيله عن الدنيا عام 1998.
في الختام، الشيخ الشعراوي لم يكن مجرد عالم دين، بل كان مدرسة في الفهم والبلاغة والوطنية. ومواقفه – سواء في شبابه أو كبره – تؤكد أنه لم يكن رجل منبر فقط، بل رجل أمة، يفيض بالحكمة والبصيرة.
