“لقاء السحاب”.. عودة الروح إلى الإسكندرية في ليلة من زمن الفن الجميل
كتب: أحمد بسيوني
تستعد مدينة الإسكندرية، عروس البحر المتوسط، لاستقبال حدث فني استثنائي يحمل عبق الماضي وروح الحاضر تحت عنوان “لقاء السحاب”، في أمسية فنية يحتضنها كلاسيك روك الإسكندرية، يجتمع فيها كبار الموسيقيين والنجوم الذين صنعوا ذاكرة جيلٍ بأكمله.
في هذا اللقاء المنتظر، يلتقي النجم الكبير مصطفى قمر، ابن الإسكندرية البارّ، مع مجموعة من الفنانين القدامى الذين شاركوه مشواره الفني منذ البدايات. إنها لحظة عودة إلى الجذور، حيث تمتزج الذكريات بالألحان، ويعود قمر إلى مدينته الأولى لا كضيف شرف، بل كعاشقٍ يعود إلى بيته، ليحكي عن البدايات، وعن زمنٍ كانت فيه الموسيقى رسالةً للحب والصدق والإلهام.
ويشارك في الأمسية أيضًا الفنان العالمي ناصر المزداوي، أحد رموز الموسيقى العربية المعاصرة، الذي قدّم على مدار عقود لونًا موسيقيًا متفرّدًا يمزج بين الأصالة والحداثة. حضور المزداوي يمنح اللقاء طابعًا عربيًا وإنسانيًا، ليؤكد أن الموسيقى لغةٌ واحدة تجمع المبدعين رغم اختلاف الحدود.
في أجواء “كلاسيك روك الإسكندرية”، سيستعيد الحضور ذكريات الزمن الجميل، على أنغام الجيتار وصوت البحر وضحكات الأصدقاء. أحاديث عن تطور الموسيقى، وعن دور الإسكندرية كمنارةٍ فنية ألهمت أجيالًا من المبدعين منذ ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم.
“لقاء السحاب” ليس مجرد فعالية فنية، بل هو احتفاء بالوفاء والصداقة والفن الأصيل. حدثٌ يعيدنا إلى زمنٍ كان فيه اللحن صادقًا والكلمة نابضة بالعاطفة، ويذكّرنا بأن الموسيقى الحقيقية لا تشيخ، بل تولد من جديد كلما التقى أصحابها على نغمةٍ واحدة.
الإسكندرية، كعادتها، تحتضن أبناءها المبدعين وتفتح ذراعيها للفن والحياة. إنها المدينة التي علّمت العالم أن الموجة يمكن أن تكون قصيدة، وأن الغروب يمكن أن يتحول إلى لحنٍ خالد.
في “لقاء السحاب” تعود الروح إلى المدينة التي صنعت الجمال بصوت البحر، وتستعيد الأغنية المصرية والعربية وهجها من خلال كوكبةٍ من الفنانين الذين نقشوا أسماءهم في ذاكرة الفن بحروفٍ من ضوءٍ ونغمٍ وحنين.
