الدين معاملةمقالات

الفرق بين بني إسرائيل ويهود اليوم.. بين التاريخ والدين

الفرق بين بني إسرائيل ويهود اليوم.. بين التاريخ والدين

الفرق بين بني إسرائيل ويهود اليوم.. بين التاريخ والدين
صورة ارشيفية

كتبت: دنيا أحمد

كثيرًا ما يُخلط بين مصطلحي “بني إسرائيل” و”اليهود”، ويُظن أنهما يشيران إلى الشيء نفسه. لكن الحقيقة أن هناك فروقات كبيرة من حيث المعنى الديني، والتاريخي، والواقع المعاصر. في هذا المقال، نوضح الفرق بين المفهومين بناءً على القرآن الكريم والتاريخ.

من هم بنو إسرائيل؟

بنو إسرائيل هم نسل نبي الله يعقوب عليه السلام، الذي لُقّب بـ”إسرائيل”. ويتكوّن هذا الاسم من كلمتين: “إسرا” (عبد) و”ئيل” (الله)، فيعني: عبد الله.

قال تعالى:

“كل الطعام كان حِلًّا لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تُنزّل التوراة”

(آل عمران: 93)

كان بنو إسرائيل أمةً اصطفاها الله في زمانها، وأرسل إليهم عددًا من الأنبياء مثل موسى، وهارون، وداوود، وسليمان، وزكريا، ويحيى، وعيسى عليهم السلام، وكلهم كانوا من بني إسرائيل.

لكنهم في كثير من الأحيان عصوا الله، وقتلوا بعض أنبيائه، وحرّفوا التوراة، ونقضوا العهود.

من هم اليهود اليوم؟

اليهود المعاصرون هم جماعة دينية أو عرقية تدّعي الانتساب إلى بني إسرائيل، لكنهم لا يمثلون بالضرورة ذات القوم الذين عاشوا في زمن الأنبياء. ومنهم:

 1. يهود دينيون: يؤمنون بالتوراة (المحرّفة) ويعيشون وفق التقاليد الدينية.

 2. يهود علمانيون: لا يلتزمون بالدين، لكنهم يحملون الهوية اليهودية كهوية ثقافية أو قومية.

 3. صهاينة: تيار سياسي علماني أنشأ الكيان الإسرائيلي الحديث، ولا يمثل الدين اليهودي.

الفرق بين بني إسرائيل ويهود اليوم.. بين التاريخ والدين
صورة ارشيفية

بعض اليهود الحاليين ليسوا من نسل بني إسرائيل أصلًا، مثل يهود “الخزر” الذين دخلوا في اليهودية في العصور الوسطى، وهم جزء كبير من يهود أوروبا الشرقية.

الفروقات الأساسية بين بني إسرائيل ويهود اليوم

البند بني إسرائيل يهود اليوم

النسب من نسل يعقوب عليه السلام خليط من أعراق وشعوب مختلفة

الدين الأصلي التوحيد ودين الأنبياء اليهودية المحرّفة أو الهوية الثقافية

الزمن عاشوا في عصور الأنبياء يعيشون في العصر الحديث

الموقف من الإسلام بعضهم آمن بالأنبياء (مثل مؤمني موسى) الغالبية ترفض الإسلام وتهاجمه

الهوية قومية دينية حقيقية في زمانها قومية حديثة مختلطة بين الدين والسياسة

موقف القرآن من بني إسرائيل

القرآن الكريم أنصف بني إسرائيل بذكر نعم الله عليهم، لكنه لم يُخفِ معاصيهم وفسادهم.

“يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين”

(البقرة: 47)

“وكانوا لا يتناهَون عن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون”

(المائدة: 79)

في الختام، بنو إسرائيل قوم تاريخيون، ذُكروا في القرآن كأمة ابتلاها الله بالنعم والاختبارات. أما اليهود اليوم، فهم جماعة مختلفة من حيث النسب والدين والموقف من الإسلام. وعلينا أن نميز بين المفهومين، وألا نخلط بين التاريخ والدين والسياسة.

زر الذهاب إلى الأعلى