ثقافة وترفيةعاجل

في مثل هذا اليوم.. اكتشاف مركب الشمس الأولى عند الهرم الأكبر يكشف أسرار حضارة الفراعنة

في مثل هذا اليوم.. اكتشاف مركب الشمس الأولى عند الهرم الأكبر يكشف أسرار حضارة الفراعنة

العالم كمال الملاخ

كتابة: دنيا أحمد

في مثل هذا اليوم 26 مايو عام 1954، أعلن عالم الآثار المصري كمال الملاخ اكتشاف حفرتين مسقوفتين عند قاعدة الهرم الأكبر في الجيزة، تحتويان على مركبات شمسية ملكية تعود للعصر الفرعوني. تميزت الحفرة الشرقية باحتوائها على مركب خشبي مفكك مكون من 1224 قطعة دقيقة الصنع من خشب الأرز، تم إعادة تركيبه لاحقًا ليبلغ طوله 42 مترًا، ليعرف باسم “مركب الشمس” أو “سفينة خوفو”.

تجسد هذه السفينة الطقوس الجنائزية المصرية القديمة التي كانت تؤمن بأن روح الإله رع (إله الشمس) تبحر يوميًا في مركبين؛ مركب النهار الذي يعبر به السماء، ومركب الليل الذي يبحر به في العالم السفلي، مما يعكس عقيدة المصريين في دورة الحياة والموت والبعث.

تأتي هذه الاكتشافات لتثري فهمنا لعبادة الشمس في مصر القديمة ودورها المركزي في عقيدة الفراعنة، خاصة في عهد خوفو وخفرع، حيث ارتبطت الملكية ارتباطًا وثيقًا بالإله رع، ما جعل الملوك يلقبون أنفسهم بأبناء رع. واحتوت الحفرتان على قطع حجرية ضخمة تغطي المراكب، وعليها نقوش هيروغليفية تشير إلى أسماء مجموعات العمال وتاريخ العمل في عهد خوفو.

وقد استمرت عملية إعادة تركيب مركب الشمس الشرقية نحو عشرة أعوام، حتى عُرضت في متحف خاص بجانب الهرم الأكبر، حيث باتت من أشهر الآثار التي تجسد عبقرية مصر الفرعونية في البناء والهندسة والروحانية. كما كشفت الحفرة الثانية في عام 1987 عن مركب آخر كامل مفكك قيد الدراسة لإعادة تركيبه.

هذا الاكتشاف لا يعكس فقط براعة المصريين القدماء في صناعة السفن، بل يؤكد أيضًا الأهمية الروحية والطقسية التي كانت تعتنقها حضارة الفراعنة في علاقة الإنسان مع الشمس وقوى الكون.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى