في ذكرى ميلاده الـ118.. الشيخ “أحمد حسن الباقوري” عالم أزهري جمع بين المنبر والسياسة

كتابة: دنيا أحمد
يوافق اليوم، 26 مايو، ذكرى ميلاد الشيخ أحمد حسن الباقوري، أحد أبرز علماء الأزهر الشريف، وواحد من رموز الفكر الديني الوسطي في مصر والعالم الإسلامي خلال القرن العشرين. وُلد الباقوري عام 1907 بقرية باقور بمحافظة أسيوط، ونشأ في بيئة أزهرية صقلته بالعلم منذ الصغر، حتى أصبح من كبار علماء الأزهر ووزيرًا للأوقاف، ومديرًا لجامعة الأزهر لاحقًا.
تميز الشيخ الباقوري بفكره المنفتح ودعوته الحثيثة إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية، مؤمنًا بأن المعرفة المتبادلة بين المذاهب هي السبيل لإزالة الجفوة والخلافات. فكان من أوائل العلماء الذين دعوا إلى نشر فقه الشيعة بين السُنة، والعكس، معتبرًا أن “الخلاف بين السنّيين والشيعيين خلاف أكثره على غير علم”.

إلى جانب نشاطه العلمي والدعوي، خاض الباقوري معترك السياسة، حيث كان عضوًا بارزًا في جماعة الإخوان المسلمين، وتولى منصب مرشد الجماعة بالإنابة عقب اغتيال الإمام حسن البنا. كما كتب نشيد الجماعة الرئيسي بطلب من البنا نفسه. وبعد ثورة يوليو، تولّى وزارة الأوقاف بدعوة من قادة الثورة، ليُصبح من أوائل العلماء الذين جسروا المسافة بين المؤسسة الدينية والدولة الحديثة.
تنقل الباقوري بين مناصب عدة، منها مدير جامعة الأزهر، وعضو المجلس الأعلى لهيئة التحرير، ومستشار لرئاسة الجمهورية، كما أسس جمعية الشبان المسلمين، مؤكدًا دائمًا أن دور العالم لا ينفصل عن هموم أمته.

في ذكرى مولده الـ118، يُستعاد اسم الشيخ أحمد حسن الباقوري بكل إجلال، كرمز من رموز الاعتدال الديني، وصوت حكيم نادى بالوحدة والوعي والرحمة في زمن كانت فيه الأمة في أمسّ الحاجة لذلك.






